تسلط الأضواء على اللقاء المقرر له يوم الجمعة القادم بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أملًا في أن يفضي إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، التي تمضي في عامها الرابع، دون أي مؤشر يلوح في الأفق عن انفراجة قريبة، في ظل تصادم رغبات موسكو مع خطوط كييف الحمراء.
لقاء الزعيمين
وينعقد اللقاء بين الرئيس الأمريكي ونظيره الروسي يوم الجمعة القادم، في ولاية ألاسكا الأمريكية، لمناقشة سبل تحقيق تسوية طويلة الأمد للأزمة في أوكرانيا، التي لن يحضر ممثل لها في اللقاء.
وفي شأن ذلك، تتحدث مصادر عن أن الرئيس الأمريكي تلقى مقترحًا روسيًا لتحقيق وقف شامل لإطلاق النار في أوكرانيا، مقابل تقديم كييف تنازلًا عن أراضٍ لها تقع تحت السيطرة الروسية، وهو أمر حتى الآن مرفوض لدى القيادة السياسية في البلاد شكلًا ومضمونًا.
ومن جانبه، يريد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف الحرب الدائرة بين البلدين فقط لا أكثر، كباب يحوز به على جائزة نوبل للسلام التي يطمح إليها، ولا يمانع أي ثمن سيدفع، ولو كان على حساب الأوكرانيين الذين من المفترض أنهم حلفاء بلاده.
ويؤكد ذلك ما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، بأنه إذا رفض الرئيس الأوكراني تقديم تنازلات عن أراضي بلاده، فقد يثير ذلك غضب الرئيس ترامب، الذي يصر على تحقيق اتفاق سلام بين البلدين.
وجعل ترامب التوصل إلى اتفاق سلام بين أوكرانيا وروسيا أحد الأهداف الرئيسية لسياسته الخارجية، حتى لو كان هذا يعني قبول شروط غير مواتية لنظام كييف، وفقًا لـ"نيويورك تايمز".
ومنذ تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة، في يناير الماضي، انتهج ترامب سياسة مخالفة تمامًا لنهج سلفه جو بايدن، الذي أغدق الأوكرانيين بالمساعدات العسكرية، إذ إنه كان صاحب مزاج متقلب، فتارة يأخذ جانب الروس، وتارة أخرى يأخذ جانب الأوكرانيين، بشكل مثل انحرافًا عن نهج "واشنطن" المتعارف عليه.
الموقف الأوكراني والأوروبي
واستبق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذا اللقاء المرتقب بين الزعيم الأمريكي والروسي، والذي يغيب عنه، بالتأكيد على أن وحدة أراضي بلاده، المنصوص عليها في الدستور، يجب أن تكون غير قابلة للتفاوض.
وشدد على أن السلام الدائم يجب أن يتضمن صوت أوكرانيا على طاولة المفاوضات، مؤكدًا أن أي حل للحرب مع روسيا دون إشراك بلاده سيكون ضد السلام، حسب قوله.
وفي غضون ذلك، يدرس البيت الأبيض دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى ألاسكا، حيث إن الرئيس ترامب منفتح على عقد قمة ثلاثية مع بوتين وزيلينسكي، حسب ما نقله إعلام أمريكي عن مصادر.
ويدعم زيلينسكي في مطلب رفض التخلي عن أراضي بلاده الزعماء الأوروبيون، الذين يتخوفون أن تمتد أطماع الرئيس الروسي إلى ما هو أبعد من أوكرانيا.
وأكد زعماء أوروبيون، اليوم، أن الطريق إلى السلام في أوكرانيا لا يمكن أن يتقرر دون كييف، وإن المفاوضات لا يمكن أن تتم إلا في سياق وقف إطلاق النار أو الحد من الأعمال القتالية.
جاء ذلك في بيان صادر عن قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وفنلندا، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أكدوا فيه أنهم لا يزالون ملتزمين بمبدأ عدم تغيير الحدود الدولية بالقوة، مشددين على أن خط التماس الحالي يجب أن يكون نقطة انطلاق المفاوضات.
وفي مواجهة المقترح الروسي لوقف إطلاق النار، قدمت أوكرانيا وقوى أوروبية مقترحًا مضادًا – حسب ما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولَين أوروبيَّين – أشارت إلى أنه يتضمن وقف إطلاق النار قبل اتخاذ أي خطوات أخرى، وأن الانسحاب من أي أراضٍ يجب أن يكون متبادلًا، مع رفض أي تنازل عن الأراضي أثناء القتال.