قال الدكتور صلاح حسن، أستاذ التسويق العالمي بجامعة جورج واشنطن، إن نجاح التسويق السياحي يتطلب دراسة دقيقة لاحتياجات وأسواق الزوار المستهدفين، موضحًا أنه لا يمكن توجيه الرسائل الدعائية للجميع بالأسلوب نفسه، بل ينبغي مراعاة ما يميز المقصد السياحي المصري لكل فئة.
وضرب مثالًا بالسائح اليوناني، قائلًا، خلال استضافته في "ستوديو إكسترا"، المذاع على قناة "إكسترا نيوز"، وتقدمه الإعلامية منة فاروق، إنه من غير المنطقي دعوته لزيارة الإسكندرية من أجل البحر المتوسط، لأنه يمتلك نفس الإطلالة في بلاده، بينما يمكن جذبه للترويج لشواطئ البحر الأحمر مثل الجونة وشرم الشيخ والغردقة، بالإضافة إلى المقاصد الجديدة مثل مدينة العلمين التي تتميز بشواطئ بكر وجو فريد.
وشدد حسن على أن السائح لا يبحث فقط عن المنتجعات الترفيهية أو المواقع التاريخية، بل يهتم أيضًا بجودة الخدمات السياحية، موضحًا أن مصر تتمتع بفنادق خمس نجوم وخبرات فندقية عالمية، إلا أن هذه الجودة يجب أن تمتد لتشمل كل عناصر التجربة السياحية.
وأوضح أن تجربة السائح تبدأ منذ لحظة وصوله إلى المطار، مرورًا بكل نقاط الاتصال التي يتعامل معها — من سيارات النقل، إلى الفنادق، إلى الأسواق والمواقع السياحية — وصولًا إلى مغادرته البلاد، مشيرًا إلى أن كل محطة إما تضيف لقيمة العلامة التجارية للسياحة المصرية أو تنتقص منها إذا شابتها سلبيات.
وأضاف أن ثقافة السياحة مسؤولية جماعية، فكل من يتعامل مع السائح هو بمثابة سفير لسمعة مصر، وهذه السمعة "خط أحمر" لا يجوز المساس به، مؤكدًا أهمية غرس الوعي السياحي لدى الأجيال منذ الصغر عبر التعليم المدرسي، وليس فقط في الكليات المتخصصة.
وأشار إلى أن مصر تمتلك جميع أشكال السياحة، من سياحة الشواطئ، والسياحة العلاجية والاستشفائية، إلى سياحة المؤتمرات، والسياحة الثقافية والأثرية، ما يمنحها فرصة فريدة لتكون وجهة شاملة ومتميزة على مستوى العالم.