الإثنين 11 اغسطس 2025

عرب وعالم

قمة «ترامب-بوتين» تثير القلق بين الحلفاء الأوروبيين لما قد تتضمنه من تنازلات إقليمية من أوكرانيا

  • 11-8-2025 | 17:48

ترامب وبوتين

طباعة
  • دار الهلال

 تستعد مدينة "ألاسكا" الأمريكية في 15 أغسطس لاستضافة لقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب، لمناقشة مقترح روسي لوقف إطلاق النار في أوكرانيا؛ وسط رفض قاطع من كييف وحلفائها الأوروبيين لأي تنازلات إقليمية لموسكو.


ووفقًا لتقرير نشرته "شبكة البلقان" الاخبارية نقلا عن مصادر دبلوماسية، قدم بوتين عبر مبعوث ترامب الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، خطة تتضمن انسحاب القوات الأوكرانية من منطقتي خيرسون وزابوريجيا، اللتين تشكلان جزءًا من الممر البري الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم، إلا أن سوء فهم في الترجمة خلال لقاء بوتين وويتكوف أدى إلى تضارب في تفسير العرض، حيث اعتقد المبعوث الأمريكي أن المقترح يتضمن انسحاب القوات الروسية من هذه المناطق.


كما تضمنت المقترحات الروسية - بحسب تقارير أوروبية - انسحاب أوكرانيا من كامل إقليم دونيتسك، إضافة إلى بحث ما أسمته موسكو "تبادلات أراضٍ"، دون تحديد ما قد تحصل عليه كييف بالمقابل. 


وأكدت مصادر أمريكية أن الكرملين يسعى - أيضًا - لانتزاع "اعتراف عالمي" بسيادته على المناطق الخمس التي يسيطر عليها، بما فيها القرم.


وفي المقابل، يطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بوقف إطلاق نار غير مشروط وضمانات أمنية "ملزمة" تسمح بانضمام بلاده مستقبلًا إلى حلف الناتو، وهو ما ترفضه موسكو بشدة.


كما ترددت أنباء عن أن بوتين يسعى للحصول على تخفيف كبير للعقوبات، خاصة على بنك "روس سيلخوز بنك" الحكومي، إضافة إلى توسيع التعاون في مجالات الطاقة والمعادن النادرة، وهي موارد استراتيجية تهم إدارة ترامب في ظل التوترات التجارية مع الصين.


ويرى محللون أن بوتين ربما يحاول استغلال المفاوضات لتفادي عقوبات ورسوم جمركية جديدة هدد ترامب بفرضها، خاصة وأن الإدارة الأمريكية لم تفرض أي عقوبات جديدة على روسيا منذ تولي ترامب منصبه.


ورغم أن استطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلى أن نحو 70% من الأوكرانيين يريدون تسوية سلمية، فإن غالبية ساحقة ترفض أي تنازلات إقليمية.


كما حذر مسؤولون أوروبيون من أن أي اتفاق لا تشارك فيه أوكرانيا مباشرة سيكون "اتفاقًا ضد السلام"، على حد وصف زيلينسكي.


وقبل أيام من القمة المرتقبة بين الرئيس الأميركي ونظيره الروسى وبسبب عدم تحديد موقف الوجود الاوكرانى فى هذا اللقاء، وجهت بريطانيا تحذيراً شديد اللهجة من أي محاولة لفرض تسوية للصراع في أوكرانيا دون إشراك كييف مباشرة في المفاوضات.


وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، في تصريحات نقلتها صحيفة "الجارديان": "أي سلام يجب أن يبنى بمشاركة أوكرانيا، لا أن يفرض عليها، ولن نكافئ العدوان أو نساوم على السيادة". وأضاف: "أوكرانيا ستقرر مستقبلها بنفسها، وسندعمها في كل خطوة".


وأكد زعماء أوروبيون من فرنسا وألمانيا وبريطانيا وبولندا وفنلندا، وفق ما أوردته وسائل الاعلام الاوروبية، أن "السلام لا يمكن أن يقرّر دون أوكرانيا"، مشددين على ضرورة ضمان أمنها وسيادتها كشرط أساسي لأي مفاوضات.


وفي واشنطن، نقلت وسائل الاعلام الامريكية عن البيت الأبيض أن هناك خياراً لدعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى القمة، لكن لم يحسم بعد أمر مشاركته.


تأتي هذه التحركات وسط مخاوف أوردتها من أن يتم التوصل إلى اتفاقات "خلف ظهر أوكرانيا"، مما قد يمكن موسكو من ترسيخ مكاسبها الميدانية دون تحقيق سلام مستدام.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة