الثلاثاء 12 اغسطس 2025

أخبار

وزير الأوقاف: مصر تقف دوما في صف الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني

  • 12-8-2025 | 12:26

وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري

طباعة

قال وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري إن مؤتمر صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي، والذي يُعقد بالقاهرة، يشهد اهتمامًا كبيرًا من قبل الجميع بالنظر إلى التحديات والفرص التي يقدمها الذكاء الاصطناعي في العصر الحديث.

وأضاف الأزهري - في كلمته بالمؤتمر العالمي العاشر للإفتاء، الذي تنظمه دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، برعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بعنوان "صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي" - أن هذا المؤتمر جاء بترتيب ودعوة كريمة من الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية، ورئيس الأمانة العامة، وبحضور كريم من المشاركين والمختصين، بهدف الوقوف على مدارسة وتبادل الرؤى والخبرات حول الذكاء الاصطناعي، حيث تم اختيار هذا الموضوع بعناية وحكمة للتركيز على تعزيز القيم الأخلاقية والفكرية الكبرى في هذا المجال.

وأكد وزير الأوقاف أن القضية الفلسطينية تظل القضية الكبرى للعالم الإسلامي، منوها بأن مصر تقف دومًا في صف الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، رافضةً جميع محاولات التهجير والظلم الذي يتعرض له أشقاؤنا في فلسطين، وشدد على رفض مصر القاطع لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية، وعلى الثوابت الوطنية المصرية في دعم الحق الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967.

وذكر الأزهري أن رفع شعار "الرشد" من قبل المفتي كان بمثابة دعوة لالتزام القيم الأخلاقية والعقلانية أثناء الغوص في عالم الذكاء الاصطناعي، ليكون ذلك الإطار الأخلاقي والفكري الذي يحكم على عمل تلك التقنية المتقدمة في المستقبل، مشيرا إلى أن الرشد يعد أحد المفاهيم الشرعية الكبرى التي ينبغي أن تكون محورًا رئيسيًا في التعامل مع عصر الذكاء الاصطناعي، فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: "فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ "، مما يبرز أهمية الرشد في توجيه سلوك الأفراد والمجتمعات نحو الخير والحق. 

وأوضح أن الرشد ليس مجرد تبع لما هو ظاهر، بل هو حالة من الوعي والفهم العميق للطريق الصحيح الذي يؤدي إلى النجاح في الدنيا والآخرة، متناولا مفاهيم الرشد كما وردت في القرآن الكريم، حيث قال الله سبحانه وتعالى: " لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ"، ولفت إلى أن الرشد يعد منهجًا لبناء المؤسسات الاقتصادية وتوجيه السياسات العامة نحو ما ينفع الناس ويسهم في خيرهم. 

وأشار إلى أن الرشد لا يهتدي إليه المتكبرون، حيث يقول الله تعالى "سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ"، منوها بأن الرشد هو منتهى أمل أهل العرفان، مثل الفتيان الذين آمنوا بربهم وزادهم هدى، كما ورد في قوله تعالى: "وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ..."، مما يظهر كيف أن الرشد يفتح أبواب الهداية في أوقات المحن.

وذكر أن الرشد يمثل يقظة من الغفلة، ويترتب على ذكر الله عز وجل، حيث قال سبحانه: "وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَىٰ أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَٰذَا رَشَدًا "، مشيرًا إلى أن الرشد هو التوجيه الإلهي الذي يعين الإنسان في طريقه نحو الهداية، ويجب أن يكون الأساس الذي يرتكز عليه كل قرار، سواء في حياتنا اليومية أو في تعاطينا مع التقنيات الحديثة.

وأكد وزير الأوقاف أن مفهوم الرشد يمكن أن يكون هو المفتاح في التعامل مع تحديات الذكاء الاصطناعي، إذ أن هذه التكنولوجيا ليست مجرد محرك فائق السرعة يقوم بجمع المعلومات، بل هي صناعة ثقيلة تشارك في تشكيل العديد من جوانب حياتنا مثل الطب، والصناعة، والتعليم، والاتصالات، والبرمجة، وجمع البيانات، والتشخيص الطبي، والترجمة الآلية، هذه التقنيات لا تقتصر على التطبيقات السطحية، بل تخلق تحديات جسيمة للبشرية في كيفية التعامل معها، وضمان أنها تخدم المصلحة العامة وتتماشى مع القيم الأخلاقية والإسلامية.

ودعا الأزهري إلى أن يكون الرشد هو الإطار الذي يحكم استخدامات الذكاء الاصطناعي، لتوجيه هذه التكنولوجيا المتقدمة بما يعود بالنفع على المجتمع ويدعم تحقيق التقدم في كافة المجالات مع الحفاظ على القيم الإنسانية والشرعية.

وشدد على أهمية تقديم رؤية فلسفية رشيدة وأخلاقية منيرة، تسهم في تعزيز الوعي والفهم في عصر الذكاء الاصطناعي، مضيفا أن الفهم العميق للمفاهيم الأخلاقية والتوجيه السليم يشكلان الأساس الذي يقوم عليه التقدم العلمي والمعرفي، مؤكدًا على ضرورة تعزيز التعليم الإلكتروني والتدريب بما يتماشى مع القيم الأخلاقية.

وتطرق الوزير إلى دور الأوقاف، التي كانت وما زالت تصطف جنبًا إلى جنب مع الأزهر الشريف في تقديم العلم والخير لوطننا العزيز، وللإنسانية جمعاء، موضحا أن المؤسسات الدينية في مصر، بقيادة الأزهر الشريف وفضيلة الإمام الأكبر، تتحمل مسؤولية كبيرة في مواجهة التحديات التي تحيط بالأمة، وتعمل على التصدي لها بكل حكمة وأخلاق، متمسكة بثوابت ديننا الحنيف، بما يخدم مصلحة الأوطان ويعزز الاستقرار في مجتمعاتنا.

وفي الختام ، أكد الأزهري أن المؤسسات الدينية في مصر ستظل داعمة ومساندة للجميع، تعمل على تقديم الخير والنفع في كل ما يعود بالفائدة على بلادنا والأمة الإسلامية، متمسكة بالقيم الإنسانية والشرعية التي تشكل أساس قوتنا وتماسكنا.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة