السبت 16 اغسطس 2025

ثقافة

ديوان العرب| طَرَقنا بَزوغى حينَ أَينَعَ زَهرُها.. قصيدة جحظة البرمكي

  • 16-8-2025 | 03:59

جحظة البرمكي

طباعة
  • فاطمة الزهراء حمدي

تعد قصيدة «طَرَقنا بَزوغى حينَ أَينَعَ زَهرُها»، للشاعر جحظة البرمكي، إحدى أهم القصائد التي عرفها تاريخ الشعر العربي، التي حفظها العرب، وتناقلوها فيما بينهم.

ويعرف «جحظة البرمكي» كأحد أبرز الشعراء في العصر العباسي، الذين كتبوا قصائد تميزت بالغزل والمدح والفخر، وعلى رأسها قصيدة «طَرَقنا بَزوغى حينَ أَينَعَ زَهرُها».

وتعتبر قصيدة «طَرَقنا بَزوغى حينَ أَينَعَ زَهرُها»، من أبرز ما قيل في الشعر العربي، ومن أشهر القصائد، وتحتوي على 14 بيتًا، علاوة على تميز شعر جحظة البرمكي، بسلاسة الألفاظ وسهولة المعاني وصدق العاطفة.

 كما جاء بالقصيدة:

طَرَقنا بَزوغى حينَ أَينَعَ زَهرُها

وَفيها لَعَمرُ اللَهِ لِلعَينِ مَنظَرُ

وَكَم مِن بَهارٍ يَبهَرُ العَينَ حُسنُهُ

وَمِن جَدوَلٍ بِالبارِدِ العَذبِ يَزخَرُ

وَمِن مُستَحِثٍّ بِالمُدامِ كَأَنَّهُ

وَإِن كانَ ذِمِيّاً أَميرٌ مُؤَمَّرُ

وَفي كَفِّهِ اليَمنى شَرابٌ مُوَرَّدٌ

وَفي كَفِّهِ اليُسرى بَنانٌ مُعَصفَرُ

شَقائِقُ تَندى بِالنَدى فَكَأَنَّها

خُدودٌ عَلَيهِنِّ المَدامِعُ تَقطُرُ

وَكَم ساقِطٍ سُكراً يَلوكُ لِسانَهُ

وَكَم قائِلٍ هَجراً وَما كانَ يَهجُرُ

وَكَم مُنشِدٍ بَيتاً وَفيهِ بَقِيَّةٌ

مِنَ العَقلِ إِلّا أَنَّهُ مُتَحَيِّرُ

فَكانَ مِجَنّي دونَ مَن كُنتُ أَتَّقي

ثَلاثُ شُخوصٍ كاعِبانِ وَمُعصِرُ

وَكَم مِن حُسانٍ جَسَّ أَوتارَ عودِهِ

فَأَلهَبَ ناراً في الحَشا تَتَسَعَّرُ

يُغَنّي وَأَسبابُ الصَوابِ تُمِدُّهُ

بَصَوتٍ جَليلٍ ذِكرُهُ حينَ يُذكَرُ

أَحِنُّ حَنينيَ الوالِهِ الطَرِبِ الَّذي

ثَنى شَجوَهُ بَعدَ الغَداءِ التَذَكُّرُ

أَجَحظَةُ إِن تَجزَع عَلى فَقدِ مَعشَرٍ

فَقَدتَ بِهِم مَن كانَ لِلكَسرِ يَجبُرُ

وَأَصبَحتُ في قَومٍ كَأَنَّ عِظامَهُم

إِذا جَئتَهُم في حاجَةٍ تَتَكَسَّرُ

فَصَبراً جَميلاً إِنَّ في الصَبرِ مَقنَعاً

عَلى ما جَناهُ الدَهرُ وَاللَهُ أَكبَرُ

الاكثر قراءة