يرى خبراء ومحللون سياسيون روس أن القمة المرتقبة اليوم الجمعة، بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب في ألاسكا تشكل مؤشرًا مهمًا على استعداد موسكو وواشنطن لاستئناف الحوار، لكنه لن يسفر على الأرجح عن اتفاق سريع بشأن أوكرانيا.
جاءت هذه التقديرات خلال مائدة مستديرة نظمها معهد البحوث الاجتماعية التابع للكرملين، حيث خلص المشاركون إلى أن القمة تهدف إلى "ضبط النبرة وليس تحديد الشروط" في العلاقات بين القوتين -وذلك وفق ما نقلته صحيفة "فيدوموستي" الروسية اليوم.
واعتبر بوريس ميجوييف، الأستاذ المساعد في كلية الفلسفة بجامعة موسكو الحكومية، أن أحد المكاسب المحتملة من القمة هو وضع "رؤية استراتيجية" للعلاقات بين روسيا والغرب، يمكن أن تشكل إطاراً للحل المستقبلي للنزاع الأوكراني وتحديد مصير البلاد، لكنه حذر من أن الإفراط في التوقعات قد يعرقل مسار المفاوضات، خاصة في ظل ميل ترامب إلى "الحلول السريعة والمبسطة".
وشدد أليكسي مارتينوف، مدير معهد الدول المستقلة حديثًا، على أن موقف موسكو من أوكرانيا "ثابت وغير قابل للتفاوض"، مشيرًا إلى أن موضوع الأمن سيكون على رأس جدول أعمال القمة.
من جهته، رجح نيكيتا سيتوف، نائب المدير العام لشؤون العلاقات الحكومية في مجموعة "بوليلوج"، أن القمة قد تتناول ملفات إضافية مثل التعاون في منطقة القطب الشمالي، إلى جانب الشؤون الاقتصادية والتكنولوجية. وقال: "الأهم هو وضع إطار عام – نوع من القواعد الأساسية للتعامل المستقبلي".
أما أوليج ماتفيتشيف، نائب رئيس لجنة الإعلام وتكنولوجيا المعلومات في مجلس الدوما، فرأى أن القمة حققت بالفعل نتائج سياسية، أبرزها "تحطيم أسطورة عزلة روسيا"، موضحًا أن بوتين لا يذهب إلى ألاسكا بصفته رئيس روسيا فقط، بل ممثلاً أيضاً عن مجموعة أوسع من الدول، مثل تحالف "بريكس" ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي ومنظمة شنغهاي للتعاون.
وقال ديمتري نوفاكوف، النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما، إن تصريح ترامب بأن اللقاء "تمهيدي" يكشف عن إدراكه لطبيعة المرحلة.
وأضاف: "هناك قضايا طويلة الأمد تتعلق بالأمن العالمي، وهذا هو الشاغل الرئيسي لروسيا. ومن المرجح أن يكون الهدف الأساسي من اللقاء هو اختبار المواقف بشأن مجموعة واسعة من الملفات الدولية".