الجمعة 15 اغسطس 2025

ثقافة

الطاهر وطار.. الجزائري الذي كتب بالعربية في زمن الفرنسية

  • 15-8-2025 | 14:57

الطاهر وطار

طباعة
  • بيمن خليل

في مثل هذا اليوم من عام 1936، وُلد الكاتب والروائي الجزائري الطاهر وطار في مدينة سوق أهراس، ليصبح أحد أبرز الأصوات الأدبية والفكرية في الجزائر والعالم العربي، وصاحب مشروع ثقافي وفكري ظل وفيًا لقضايا الهوية، واللغة، والعدالة الاجتماعية، حتى آخر لحظة في حياته.

النشأة والتكوين
وُلد وطار في بيئة ريفية أمازيغية تنتمي إلى عرش الحراكتة، وسط أسرة كبيرة يشرف عليها جدّ قوي الحضور، أمي لكنه مثقف بالفطرة، معارض للسلطة الاستعمارية، ومؤسس كتُّاب لتعليم القرآن الكريم بالمجان.
ورث الطاهر عن جده الكرم والأنفة، وعن أبيه الزهد والتواضع، وعن أمه الطموح والحساسية، وعن خاله حب الفن والاحتفال.
تنقّل مع والده في عدة مناطق، واستقر في مداوروش، حيث بدأ تأملاته الأولى في مجتمع مختلف، وتعلّم القرآن الكريم.
التحق بمدرسة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عام 1950، ثم انتقل إلى معهد ابن باديس في قسنطينة عام 1952، وهناك اكتشف الأدب العربي الحديث، فنهل من أعمال جبران، نعيمة، طه حسين، الرافعي، وألف ليلة وليلة.


المسيرة الأدبية

بدأ وطار الكتابة في الصحافة التونسية خلال الخمسينيات، ونشر قصصه في الصباح، النداء، الفكر، وغيرها.
أصدر أولى مجموعاته القصصية دخان من قلبي عام 1961، ثم توالت أعماله التي شكّلت علامة فارقة في الأدب الجزائري المكتوب بالعربية، منها:

أبرز الروايات:

- اللاز (1974): رواية الثورة والصراع الأيديولوجي، تُعد من أهم أعماله وأكثرها شهرة.
- الزلزال (1974): تُرجمت إلى الإنجليزية والألمانية.
- عرس بغل، رمانة، العشق والموت في الزمن الحراشي، الولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي، الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء، وغيرها.
المسرحيات:
- الهارب، الشهداء يعودون هذا الأسبوع، على الصفة الأخرى.
الترجمات:
- ترجم ديوان الربيع الأزرق للشاعر الفرنسي فرنسيس كومب عام 1986.

الفكر والمواقف
اعتنق الفكر الماركسي مبكرًا، وكتب في إطاره، لكنه أخفى ذلك عن جبهة التحرير الوطني التي انضم إليها عام 1956 وظل فيها حتى 1984.
كان من أبرز المدافعين عن اللغة العربية في الجزائر، ورفض الكتابة بالفرنسية، معتبرًا ذلك امتدادًا للاستعمار الثقافي.
اتخذ مواقف سياسية جريئة، منها رفضه لانقلاب 1965، ومعارضته لإلغاء انتخابات 1992، ورفضه لاحتجاز الشباب في المحتشدات دون محاكمة.
النشاط الثقافي والإعلامي
- أسّس عدة صحف ومجلات، منها الأحرار، الجماهير، والشعب الثقافي.
- شغل منصب مدير عام للإذاعة الجزائرية عامي 1991 و1992.
- أسّس الجمعية الثقافية الجاحظية عام 1989، وكرّس بيته منتدىً شهريًا للمثقفين.

السيناريوهات

- حُوّلت قصته نوة إلى فيلم نال جوائز.
- تحوّلت الشهداء يعودون هذا الأسبوع إلى مسرحية فازت بجائزة مهرجان قرطاج.
- مثّلت مسرحيته الهارب في المغرب وتونس.
توفي الطاهر وطار في 12 أغسطس 2010، قبل أيام من عيد ميلاده الرابع والسبعين.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة