أكد الخبير الاستراتيجي اللبناني، العميد الركن بهاء حلال، أن هناك تأييدا كبيرا لقرار الحكومة اللبنانية حصرية السلاح بيد الدولة، من خلال الجيش والأجهزة المعنية، مشيرا إلى أن الرئيس جوزيف عون انتقل من موقف يوازن بين مكونات المعادلة اللبنانية إلى موقف أكثر تحديدا يطالب بحصرية السلاح بيد الدولة.
وقال بهاء حلال، في حوار مع مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في بيروت، اليوم السبت، إن الجيش اللبناني هو جيش وطني ممثلا من جميع الطوائف اللبنانية، وإن قائد الجيش رودولف هيكل يسعى لتنفيذ خطة إدارية عملية من أجل حصر السلاح وتنفيذا لقرار مجلس الوزراء من خلال غطاء التوافق الوطني، مشيرا إلى أن ذهاب رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي،إيال زامير، إلى جنوب لبنان منذ يومين هو استفزاز ويؤكد أن إسرائيل تسعى لتحقيق حلم "الدولة الكبرى".
وبسؤاله عن إشادة معظم اللبنانيين بمواقف الرئيس جوزيف عون، ورئيس الوزراء نواف سلام فيما يتعلق بعملية حصر السلاح، قال بهاء حلال،:" منذ وصول الرئيس عون إلى سدة الحكم وهو لديه رأي وضعه في خطاب القسم وقال يجب وضع السلاح ضمن إطار الاحتكار الأساسي للدولة، فضلا عن أن عون كان يقوم بعمليات حوار ثنائية عن طريق عقد لقاءات مباشرة بين بعض المستشارين وبعض مسوؤلي المقاومة من أجل إيجاد حلول ووضع استراتيجية دفاعية لإنهاء هذا الموضوع بدون أي مشاكل أو إطارات غير طبيعية وكان رأي المقاومة وما زال أنه يجب أن يكون هناك انسحاب إسرائيلي وتسليم الأسرى وبالتالي لا يمكن تسليم السلاح بدون أن يكون العدو الإسرائيلي قد انسحب من الأراضي اللبنانية".
وأوضح أن مجلس الوزراء قرر في جلسته التي عقدها يوم 5 أغسطس الجاري تكليف الجيش اللبناني وضع خطة تنفيذية لحصر السلاح قبل نهاية العام الجاري، في يد الجهات المحددة لإعلان الترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية وحدها، وعرضها على مجلس الورزاء قبل 31 من الشهر الجاري لمناقشتها وإقرارها، ثم قرر المجلس في الجلسة الثانية التي عقدها يوم 7 أغسطس الجاري أيضا الموافقة على الأهداف الواردة في الورقة أو المقترح الأمريكي لتثبيت وقف إطلاق النار.
وأشار إلى أن هناك تشجيعا وتأييدا من الداخل اللبناني لقرار الحكومة بحصر السلاح تنفيذيا بلا استراتيجية دفاعية ، وقد تجسد هذا الموضوع من خلال زيارة رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة لنواف سلام، والنائب ميشال معوض للرئيس جوزيف عون فضلا عن أن باقي القوى السياسية الأخرى التي أعربت عن تأييدها لهذا القرار رغبة منها في إنهاء هذا الملف وطرد العدو الإسرائيلي والبدء في عملية إعادة الإعمار.
وعن تفسيره لزيارة قائد الجيش اللبناني، رودولف هيكل لرئيس الوزراء،نواف سلام بعد زيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري، قال بهاء حلال:" الجيش اللبناني هو جيش هذا الوطن المتنوع ويضم في طياته نخبة من هذا الشعب وهذه النخبة مسلحة والشعب مقسم إلى 18 طائفة ويوجد ممثلون لها داخل الجيش وقائد الجيش همه الأول أن يحافظ على الجيش وكينونته، ومن هنا جاءت زيارته إلى رئيس الوزراء نواف سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري".
"تمديد اليونيفيل":
وحول التمديد لقوات اليونيفيل في جنوب لبنان قال حلال :" اليونيفيل، هي بعثة حفظ سلام تدعم الأمن والاستقرار في جنوب لبنان، وتراقب انتهاكات القرار 1701 وتبلغ مجلس الأمن عنها، وتأسست اليونيفيل بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1978، من قبل مجلس الأمن الدولي وكانت مهمتها تأكيد انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان، واستعادة السلام والأمن الدوليين، ومساعدة الحكومة اللبنانية على استعادة سلطتها الفعلية في المنطقة، وبعد حرب يوليو وأغسطس 2006 بين حزب الله وإسرائيل، وسع مجلس الأمن نطاق ولاية اليونيفيل بموجب القرار 1701، وطلب منها مراقبة "وقف الأعمال العدائية" (أي التأكد من توقف لبنان وإسرائيل عن الأعمال العدائية ضد بعضهما البعض)، ومرافقة ودعم القوات المسلحة اللبنانية في انتشارها في جميع أنحاء جنوب لبنان، ومساعدتها على إنفاذ حظر الأسلحة غير المشروعة في منطقة عمليات اليونيفيل، والمساعدة في أعقاب الحرب على ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين والعودة الطوعية والآمنة للنازحين بسبب النزاع، ويُجدد مجلس الأمن ولاية اليونيفيل سنوياً في نهاية شهر أغسطس، بناء على طلب الحكومة اللبنانية.
وأضاف :"وجود اليونيفيل أفضل من عدم وجودها لأنه بعدم وجودها لن يكون هناك شاهد على ما يقوم به العدو الإسرائيلي".
وبشأن ذهاب رئيس الأركان الاسرائيلي للجنوب اللبناني، قال إنه:"استفزاز إسرائيلي ويؤكد أن إسرائيل دولة احتلال ، وأن رئيس الأركان ينفذ رؤية إسرائيل الكبرى التي أعلن عنها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ".