الجمعة 21 يونيو 2024

رفض قاطع لطرح أبو ديس عاصمة لدولة فلسطين.. سياسيون: العرض قديم رفضه "أبو عمار" والمبادرات الأمريكية هدفها تشتيت الشعب ولا تنازل عن "القدس"

تحقيقات27-12-2017 | 15:35

قيادي بـ"فتح": لا تنازل عن إقامة دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967

سياسي فلسطيني: العروض الأمريكية هدفها تشتيت الشعب عن قضية "القدس"

فهمي: طرح "أبو ديس" عاصمة لدولة فلسطين قديم رفضه "أبو عمار"

 

أكد سياسيون أن المبادرات الأمريكية في الوقت الحالي وخاصة بعد قرارها الأخير بنقل سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس هي جزء من محاولات تشتيت الشعب الفلسطيني عن هدفه الأساسي وهو قضية القدس وإنهاء الاحتلال وإقامته دولة مستقلة عاصمتها القدس، موضحين أنه لا تنازل عن ذلك وأنه لا مجال للقبول بأنصاف الحلول.

كان إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، قد أعلن في تصريحات له إن الولايات المتحدة عرضت على الفلسطينيين اتخاذ بلدة أبو ديس عاصمة لدولة والتخلي عن القدس، مع تقسيم الضفة الغربية إلى ثلاث مناطق، وإقامة كيان سياسي في غزة، ووضع جسر بين أبو ديس والقدس يعبر عليه المسلمون للصلاة في المسجد الأقصى.

 

طرح قديم

الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، قال إن العرض الأمريكي الذي أعلن عنه إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس هو عرض قديم طرح في التسعينيات، موضحا أن ضاحية أبو ديس طرحتها الولايات المتحدة الأمريكية قديما باعتبارها عاصمة لدولة فلسطين بديلا عن القدس.

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات رفض هذا العرض في مرحلة التسعينيات وما تلاها، مؤكدا أن تكرار هذا في الوقت الحالي بعد القرار الأمريكي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل خاطئ لأنه ما من سبيل بالقبول بأنصاف الحلول أو أشباه الخيارات.

وأضاف فهمي أن خطة السلام التي طرحت في التسعينيات سميت باسم اتفاق غزة أريحا كمرحلة لاحقة لاتفاقية أوسلو واقترحت بعدها طرح أبو ديس عاصمة مؤقتة لدولة فلسطين لحين بناء إجراءات ثقة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي وهو ما رفضه الرئيس الراحل أبو عمار وأجمع كل الشعب الفلسطيني على رفضها.

وأكد أن أبو ديس هي مدينة صغيرة ومحدودة ولا علاقة لها بالقضية الفلسطينية ولم يأت ذكرها في القرارات الدولية التي أكدت مرارا على القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، مضيفا أنه من الخطأ التماشي مع الطرح الأمريكي الإسرائيلي في الوقت الحالي لأن الكل في الداخل الفلسطيني أكد رفضه للفكرة.

وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن إسرائيل تستهدف كل القدس كعاصمة موحدة لدولتها لكن الفصائل الفلسطينية والشعب يرفضون ذلك وهناك تمسك بالمواثيق الدولية كأساس لحل القضية الفلسطينية لذلك يجب الحذر واليقظة في تناول هذه الأطروحات إعلاميا وسياسيا.

 

تشتيت الشعب عن قضية "القدس"

وقال الدكتور غازي فخري، عضو المجلس الوطني الفلسطيني، إن الشعب والقيادة الفلسطينية ومختلف الفصائل لا ينبغي أن تنشغل بالمبادرات والعروض الأمريكية والإسرائيلية التي تدلي بها من وقت لآخر وخاصة بعد القرار الأمريكي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، مضيفا "هم يريدون تشتيتنا عن الهدف الرئيس وهو إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس والحفاظ على وضعها القانوني الطبيعي وهو أمر لا تنازل عنه".

وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن ما قاله هنية بوجود عرض أمريكي لإقامة دولة فلسطيني عاصمتها أبو ديس هو أحد التنبؤات بصفقة القرن وهو عرض قديم ومرفوض، موضحا أن الجانب الأمريكي والإسرائيلي يلقي بعدة مقترحات كلها مرفوضة مثل إقامة منطقة كونفدرالية بين الضفة الغربية والأردن وقطاع غزة ومصر.

وأوضح فخري أنهم سربوا أيضًا أن لقاءً تم بينهم وبين مستشار الرئيس الفلسطيني الدكتور نبيل شعث في الصين بشأن مبادرة جديدة قدموا خلالها عدة مقترحات، مؤكدا أن هذا كله بهدف تشتيت الشعب والقيادة في قضايا وخلافات أخرى ولا يجب الانشغال بهذه المبادرات واستكمال المسار الفلسطيني لتحقيق الوحدة الوطنية والنضال من أجل إنهاء الاحتلال.

وأكد  أن الشعب الفلسطيني والقيادة لن تقبل بأي بديل عن القدس عاصمة لدولة فلسطين ولا تنازل عن هذه الثوابت، ضيفا أن قرية أبو ديس هي ضاحية تقع في المنطقة الشرقية من القدس واعتبارها عاصمة لدولة فلسطين أمر مرفوض رفضا قاطعا.

دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية

فيما قال ياسر أبو سيدو، مسئول العلاقات الخارجية بحركة فتح، إن العرض الأمريكي بإقامة دولة فلسطين عاصمتها أبو ديس هو طرح قديم ومرفوض من الأساس، مضيفا أن أبو ديس هي أحد ضواحي القدس الشرقية وتبعد عن المنطقة المقدسة في الحرم القدسي وطرحها مرفوض جملة وتفصيلا من البداية.

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن الرئيس الراحل ياسر عرفات رفض هذا الطرح وأن إعادة تداوله في الوقت الحالي خاطئ وغير مسئول، مضيفا أن السلطة الفلسطينية متمسكة بإقامة دولة فلسطيني على حدود 4 يونيو لعام 1967 تضم الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية ولا تنازل عن ذلك وهو أمر لا تقبل به إسرائيل.

وأشار أبو سيدو إلى أن هناك عرضا آخر قدمه الجانب الأمريكي والإسرائيلي خلال لقاء جمع بين إيهود باراك وبيل كلينتون والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات باعتبار أن ما فوق الأرض من أماكن مقدسة للفلسطينيين وما أسفلها لليهود ورفضه عرفات لأنه خيال، مؤكدا أن الفلسطينيين يجمعون على أن دولتهم متواصلة من الضفة الغربية وغزة على حدود 4 يونيو 1967 وغير ذلك مرفوض.

وأضاف أن السلطة في صدد إعادة النظر في اتفاقية أوسلو بعد التحركات الإسرائيلية بما يتضمنه ذلك من سحب الاعتراف بإسرائيل والتوجه إلى الأمم المتحدة التي أقرت أن القدس عاصمة للدولتين، قائلا "طالما أن إسرائيل تخالف هذا فنحن في حل من الاعتراف بها لأنه لا دولة فلسطينية دون القدس الإسلامية".