قال الخبير الاقتصادي الدكتور سامح هلال، إن الفترة الأخيرة شهدت تحسناً ملحوظاً في أداء العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، حيث سجل سعر صرف الجنيه المصري مقابل الدولار نحو 48 جنيهاً و30 قرشاً، مشيراً إلى أن هذا التحسن جاء نتيجة عدة عوامل اقتصادية مهمة.
وأوضح هلال في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن أبرز هذه العوامل هو وصول الاحتياطي النقدي الأجنبي إلى أكثر من 49 مليار دولار، وهو رقم تاريخي يعكس قوة الوضع النقدي المصري في المرحلة الراهنة، مؤكداً أن هذا الارتفاع يعزز من استقرار سعر الصرف ويزيد من ثقة المستثمرين.
وأضاف أن إيرادات السياحة تمثل أحد أبرز مصادر النقد الأجنبي، حيث حققت مستويات قياسية خلال الفترة الأخيرة، إلى جانب تحويلات المصريين بالخارج التي بلغت نحو 32 مليار دولار في فبراير 2025، فضلاً عن تحسن صافي الأصول الأجنبية بالبنوك ليقترب من 15 مليار دولار بنسبة نمو تصل إلى 50%.

وأشار هلال إلى أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة تشهد نمواً ملحوظاً، حيث أعلنت الصين نيتها إنشاء منطقة اقتصادية في مصر، بجانب دخول استثمارات تركية في قطاع النسيج بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، فضلاً عن افتتاح بنك صيني جديد بالسوق المصرية، وهو ما يدعم تدفق العملة الأجنبية.
كما لفت إلى أن تحويل الديون إلى استثمارات يمثل توجهاً إيجابياً، موضحاً أن مصر وقطر تعملان على تحويل جزء من الدين إلى مشروعات استثمارية في منطقة علم الروم بمحافظة مطروح، بما يقلل من الضغوط على العملة الأجنبية.
وأكد الخبير الاقتصادي أن الصادرات غير النفطية شهدت نمواً ملحوظاً خلال الربع الأخير، إلى جانب الاستفادة من تراجع قيمة الدولار عالمياً نتيجة ارتفاع عجز الموازنة الأمريكية إلى أكثر من 1.2 تريليون دولار.
وأكد أن هذه العوامل مجتمعة، إلى جانب انخفاض معدلات التضخم في مصر، تعزز ثقة المستثمرين وتزيد من تدفقات النقد الأجنبي، بما يترتب عليه قوة وتحسن مستمر في قيمة العملة المحلية.