افتتحت القمة العادية الخامسة والأربعين لرؤساء دول وحكومات مجموعة تنمية الجنوب الإفريقي (سادك)، اليوم /الأحد/ في العاصمة أنتاناناريفو بجمهورية مدغشقر بمشاركة قادة 16 دولة، حيث تسلمت مدغشقر الرئاسة الدورية للمجموعة للمرة الأولى منذ انضمامها قبل عشرين عامًا.
وتنعقد القمة تحت شعار "تسريع التصنيع، وتحويل الزراعة، والانتقال الطاقي من أجل سادك أكثر قدرة على الصمود" حيث يركز القادة على تعزيز القدرات الصناعية وتوسيع التجارة البينية وتطوير البنية التحتية بما يسهم في تقليص الاعتماد على الشركاء الخارجيين.
وقال الأمين التنفيذي للمجموعة إلياس ماجوسي إن الزراعة تظل ركيزة أساسية لاقتصادات المنطقة، إذ تمثل نحو 33% من الناتج المحلي الإجمالي وتوفر دخلاً لـ62% من السكان، رغم أن ما يقرب من 60 مليون شخص عانوا من انعدام الأمن الغذائي خلال عام 2024. وأضاف: "هذه التحديات تؤكد الحاجة الملحة لتحويل القطاع الزراعي لضمان الأمن الغذائي وتحفيز النمو الاقتصادي".
وأشار ماجوسي إلى أن سادك تضع هدفًا استراتيجيًا برفع مساهمة الصناعات التحويلية إلى 30% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030، مقارنة بنحو 11% في الوقت الحالي، بما يعزز قدرة اقتصادات المنطقة على مواجهة تقلبات الأسواق العالمية. كما أبرز الإمكانات الكبيرة للمنطقة في مجال الطاقة المتجددة، ولا سيما الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، باعتبارها رافعة أساسية للتنمية المستدامة.
من جانبه، أكد رئيس مدغشقر أندريه راجولينا، الذي تولى الرئاسة الدورية للمجموعة من نظيره الزيمبابوي إيمرسون منانغاغوا، التزام بلاده بدفع مسيرة التكامل الاقتصادي. وقال في كلمته الافتتاحية إن القمة "تاريخية"، مشددًا على ضرورة "تسريع التصنيع وتوسيع التجارة داخل المنطقة والدفاع عن مصالحنا الاقتصادية بصوت واحد في الساحة الدولية".
وتسعى قمة أنتاناناريفو إلى صياغة خريطة طريق لتحقيق تنمية مستدامة في دول الجنوب الإفريقي، من خلال تطوير سلاسل القيمة الصناعية، تحديث القطاع الزراعي، وتوسيع الاستثمارات في مشروعات الطاقة المتجددة، بما يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على المساعدات الخارجية.