عقد قصر ثقافة الشاطبي، بالإسكندرية لقاء أدبيا بعنوان "الكاتبة ريم بسيوني.. من التاريخ إلى المعاصر"، وذلك ضمن أجندة فعاليات الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، وفي إطار برامج وزارة الثقافة.
جاء اللقاء بمناسبة مرور عشرين عاما على مسيرتها الروائية، وأداره الأديب علاء أحمد، الذي استهل كلمته مرحبا بالحضور، واستعرض السيرة الذاتية للكاتبة، وأبرز محطاتها الأدبية، مؤكدا حرص هيئة قصور الثقافة على دعم المبدعين.
أعقب ذلك عرض فيلم تسجيلي تناول مسيرة الكاتبة الأكاديمية والإبداعية.
من ناحيتها، تحدثت د. ريم بسيوني، تفصيليا عن بداياتها مع الكتابة، ودراستها الأكاديمية وتجربتها التدريسية في مصر وخارجها، وأثر ذلك في تشكيل مشروعها الأدبي.
وأضافت أنها حرصت على المزج بين البحث الأكاديمي والبعد الفني والدرامي في كتابة الرواية التاريخية، ما جعل أعمالها "روايات مرئية" تربط القارئ بالتاريخ والمكان.
وأشارت "بسيوني" إلى أن الرواية بالنسبة لها وسيلة لتعزيز الهوية وإعادة صياغة التاريخ برؤى إنسانية جديدة، وساعدها على ذلك الجولات التفقدية في منطقة القاهرة القديمة.
وتواصلت الفعاليات مع مناقشات حول عدد من أعمالها البارزة منها: "أولاد الناس: ثلاثية المماليك"، "سبيل الغارق"، "الحلواني: ثلاثية الفاطميين"، و"الغواص".
كما شهد الحوار نقاشات حول حضور التصوف في كتاباتها ورؤيتها للتجربة الصوفية كحياة قلبية وبحث فكري وروحي، مشيرة إلى أن شخصية الإمام أبو حامد الغزالي ألهمتها كثيرا، وتجلى ذلك واضحا في كتاب"برفقة أبي حامد الغزالي"، الذي جسدت خلاله الرحلة الروحية والفكرية للإمام.
وبسؤالها عن "الكتابة النسوية"، أوضحت أن الكتابة فعل إنساني شامل لا يرتبط بجنس الكاتب، فالمرأة تستطيع أن تكتب عن أبطال رجال، كما يستطيع الرجل أن يكتب عن شخصيات نسائية، والمقياس هو الصدق والإبداع.
كما تطرق الحضور إلى نقاشات حول العلاقة بين كتابة التاريخ والخيال الأدبي، وأشارت "بسيوني" إلى أن الكتابة الصادقة هي الغاية في ذاتها، فالرواية في جوهرها حكاية، والتخييل يعد عنصرا أساسيا فيها، شريطة ألا يخل بالحقائق التاريخية، وأضافت أن الاستعانة بشخصيات معاونة أو أحداث درامية متخيلة أمر مشروع، إذا كان يعزز البعد الفني والدرامي دون أن يغير من الوقائع الثابتة.
وعبّرت الكاتبة في ختام حديثها عن امتنانها لهيئة قصور الثقافة وكل من ساهم في تنظيم هذا اللقاء، وأعربت عن تقديرها لتجربة ورشة الكتابة الإبداعية بقصر ثقافة الشاطبي، التي تضم البراعم من الأطفال والشباب في مجال الكتابة الأدبية.
وأكدت أن وجود هذه الطاقات المبدعة هو "خير للبلد" ودليل على أن مستقبل الأدب في أيدٍ آمنة، مشيدة بالحماس الكبير الذي لمسته من الشباب الحاضرين.
واختتم اللقاء بتكريم د. ريم بسيوني، نظرا لإسهاماتها الأدبية وإثرائها للمشهد الثقافي، وما حققته من إنجازات رفيعة بينها جائزة الشيخ زايد للكتاب، جائزة الدولة للتفوق في الآداب، جائزة ساويرس الأدبية، وجائزة نجيب محفوظ للأدب، وذلك بحضور د. منال يمني، مدير فرع ثقافة الإسكندرية، الفنان محمد شحاتة، مدير قصر ثقافة الشاطبي، والكاتب مايكل يوسف عضو نادي أدب قصر ثقافة الشاطبي، ولفيف من الأدباء والشعراء والمثقفين، وعدد من محبيها.
ونفذ اللقاء بإشراف إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي بإدارة محمد حمدي، وفرع ثقافة الإسكندرية.
ريم بسيوني، كاتبة وروائية مصرية، ولدت بالإسكندرية عام 1973، بدأت في الكتابة في عمر 12 عاما، حصلت على ليسانس آداب قسم اللغة الإنجليزية، ونالت درجة الدكتوراه في تحليل الخطاب السياسى من جامعة أوكسفورد.
صدر لها العديد من الكتب العلمية عن أشهر دور النشر الأوروبية والأمريكية، وتكتب القصة والرواية باللغتين العربية والإنجليزية.
ومن أبرز أعمالها الروائية: "بائع الفستق"، "رائحة البحر"، "الدكتورة هناء"، "الحب على الطريقة العربية"، "أشياء رائعة"، و"مرشد سياحي".