في ظل الضغوط اليومية المتزايدة، تبحث الكثير من الأمهات عن وسيلة تمنح أسرهن فرصة للاستراحة واستعادة النشاط، وتعتقدن أن الإجازات الطويلة هي الملاذ الوحيد، لراحة وتجديد طاقة أبنائهن، دون إدراكهن أن السفر والرحلات القصيرة يعد وسيلة فعالة لإعادة التوازن النفسي للعائلة بأكملها، وفي السطور التالية نوضح كيف تساهم الإجازات القصيرة في خفض التوتر وتجديد طاقة الأسرة؟
ومن جهتها، قالت الدكتورة سمية أحمد يوسف أستاذ علم النفس بكلية الآداب، في تصريح خاص لـ "بوابة دار الهلال"، أن السفر وقضاء الإجازات القصيرة لم يعد ترفًا أو مجرد متعة عابرة، بل أصبح وسيلة فعالة لإعادة التوازن النفسي وتجديد الطاقة الذهنية للأسرة كلها، فمجرد تغيير المكان والابتعاد عن الروتين المعتاد ينعكس إيجابًا على الحالة المزاجية، ويمنح العائلة فرصة للتقارب والشعور بالراحة، ويمنحك فرصة لكسر دائرة التفكير المرهق التي تؤدي غالبًا إلى التوتر والضغط النفسي.
وأضافت أستاذ علم النفس، أن السفر القصير يمكن اعتباره بمثابة إعادة تشغيل للنفس، وفرصة ذهبية لترتيب الأفكار واستعادة صفاء الذهن، كما أن التغيير الذي يمنحه السفر يبدأ من أبسط التفاصيل؛ كالمشي في شوارع جديدة، أو الاستمتاع بمشاهدة مناظر طبيعية مختلفة، وهو ما يقطع إيقاع القلق المستمر الذي يثقل التفكير، يساعد على استعادة المشاعر الإيجابية ويجعل القرارات أكثر وعيًا وحكمة، مما يمنح المرأة والأسرة طاقة متجددة للعودة إلى الحياة اليومية بروح مليئة بالوضوح والإيجابية.
وأشارت ، أن السفر ليس مجرد انتقال مكاني، بل هو تجربة نفسية متكاملة تعزز الصحة العقلية وتقلل من الملل والرتابة التي يفرضها الروتين، ويساهم في تحفيز الإبداع، وزيادة الثقة بالنفس، وتعزيز القدرة على التواصل مع الآخرين، ويؤدي إلى تحسين العلاقات الأسرية ويخلق حالة من الهدوء والانسجام بين أفراد البيت الواحد، كما يعزز من الاستقلالية ويرفع مستوى الوعي بالقدرات الشخصية، وهو ما أثبتته الدراسات الحديثة التي أشارت إلى أن 85% من الأفراد شعروا بتحسن ملحوظ في حالتهم المزاجية بعد السفر، بينما أكد 75% أن الرحلات ساعدتهم بشكل فعال في خفض مستويات التوتر.