الثلاثاء 19 اغسطس 2025

عرب وعالم

رئيس وكالة التعاون الدولي اليابانية: ربع شباب العالم سيكون من الأفارقة بحلول 2050

  • 19-8-2025 | 09:30

الوكالة اليابانية للتعاون الدولي

طباعة
  • دار الهلال

أكد أكيهيكو تاناكا رئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا)؛ أن أفريقيا تقف أمام فرصة تاريخية مرتبطة بشبابها، حيث سيصبح واحد من كل أربعة أشخاص في عمر الشباب في العالم، من الأفارقة بحلول عام 2050. 

وشدد تاناكا على أهمية التعاون الثلاثي الذي تنسقه اليابان مع شركاء مثل مصر، إندونيسيا، والبرازيل لتقاسم خبراتها مع القارة الأفريقية، مؤكداً أن مذكرة التفاهم مع إندونيسيا عام 2024 تعد نموذجاً واعداً لهذا النوع من التعاون.

وقال تاناكا - في تصريحات له قبيل انعقاد مؤتمر طوكيو الدولي التاسع للتنمية في إفريقيا "تيكاد 9" غدا /الأربعاء/ في مدينة يوكوهاما - إن المؤتمر يعيد أنظار العالم مجدداً نحو أفريقيا، باعتبارها قارة غنية بالتنوع والصمود والفرص، مؤكدا أنه يأتي في لحظة حاسمة، في ظل تصاعد تحديات عالمية مثل التغير المناخي، والتحديات الجيوسياسية، وعدم المساواة الاقتصادية.

وجددت الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) التزامها الراسخ نحو قارة أفريقيا لتصبح أكثر قدرة على مواجهة التحديات، من خلال تبادل المعرفة والاحترام المتبادل، وتعميق الشراكات التنموية، وذلك قبيل انعقاد مؤتمر طوكيو الدولي التاسع للتنمية في أفريقيا (TICAD9). 

واعتبر تاناكا أن هذا "العائد الديموغرافي" يمثل محركاً رئيسياً للتنمية، لكنه مشروط بالاستثمار المستدام في التعليم، والرعاية الصحية، وخلق فرص العمل، وإلا فإن نفس العوامل قد تتحول إلى تحديات تهدد الاستقرار.

واستعرض رئيس جايكا فلسفة التعاون الياباني التي تقوم على مفهوم "التنمية المنشودة محلياً" (Homegrown Development)، أي تمكين المجتمعات المحلية من صياغة حلولها الخاصة بدلاً من فرض نماذج خارجية.

وضرب أمثلة بمبادرات ناجحة أطلقتها اليابان في أفريقيا، من بينها تحالف تنمية الأرز في أفريقيا (CARD) الذي ضاعف إنتاج الأرز خلال عقد واحد، ويهدف حالياً للوصول إلى 56 مليون طن بحلول 2030، وبرنامج SHEP الذي مكّن صغار المزارعين من تحسين إنتاجهم ودخولهم، وتطبيق منهجية KAIZEN اليابانية لرفع الإنتاجية وتحسين بيئة العمل، والتي بات يقودها خبراء ومدربون أفارقة.

وأكد رئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولي أن هذه البرامج تنسجم مع مبدأ الأمن الإنساني، الذي أعادت اليابان التأكيد عليه في الميثاق الجديد للتعاون الإنمائي لعام 2023، والذي يركز على حماية الأفراد من الخوف والحاجة وضمان كرامة العيش، لا سيما في مواجهة الأزمات العالمية مثل الجائحة وتداعيات المناخ.

وشدد تاناكا على أن الشباب الأفريقي ليسوا مجرد مستفيدين، بل هم أيضاً مبتكرون ورواد أعمال، لافتاً إلى أن "جايكا" أطلقت عام 2020 مشروع NINJA (Next Innovation with Japan) لربط الشركات الناشئة الأفريقية بالمستثمرين اليابانيين والخبرات التقنية. 

وأعلن أن الوكالة وقعت في 2025 أول اتفاقية منح مع نيجيريا لدعم الشركات الناشئة المحلية، كاشفا عن أن المؤتمر سيشهد إطلاق مبادرة IDEA (الاستثمار المؤثر لتنمية أفريقيا الناشئة)، والتي تهدف إلى تعبئة رؤوس الأموال الخاصة لدعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية والعمل المناخي. 

وأوضح أن الحكومة اليابانية عدّلت في أبريل 2025 قانون JICA بما يسمح للوكالة بتحمل مخاطر مالية لتحفيز الاستثمار الخاص، في خطوة غير مسبوقة بتاريخ التعاون الإنمائي الياباني.

ولفت رئيس "جايكا" كذلك إلى أهمية التبادل البشري في تعزيز الشراكة الأفريقية–اليابانية، مشيرا إلى أن مبادرة ABE منذ 2013 أتاحت لأكثر من 1900 طالب أفريقي الدراسة في اليابان والتدريب لدى شركات يابانية. 

وكشف عن إطلاق برنامج جديد باسم TOMONI Africa خلال TICAD9، حيث تعني كلمة “Tomoni” باليابانية “معاً” و”أصدقاء”، ويهدف لتوسيع التبادل بين الشباب الأفارقة واليابانيين.

وأشار تاناكا إلى تجربة المخيم الشبابي الياباني–الأفريقي الذي نظمته "جايكا" بالتعاون مع مدرسة سابورو كايسي في مايو 2025، حيث اجتمع 300 طالب ياباني مع 20 شاباً أفريقياً لمناقشة الثقافة والتنمية وآفاق التعاون.

وأكد أن الطبيعة متعددة الأطراف لمؤتمر "تيكاد"، الذي يجمع الحكومات والمجتمع المدني والمنظمات الدولية، كانت دوماً حجر الزاوية في نجاحه، مشيرا إلى اتفاقية الشراكة مع أمانة منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA) عام 2022 لدعم تكامل السوق الأفريقية، بجانب مبادرات مثل تنمية الممرات الاقتصادية ونقاط العبور الحدودية الموحدة لتسهيل حركة التجارة.

واختتم تاناكا بالقول" إن أفريقيا تقف اليوم عند مفترق طرق، حيث تواجه تحديات كالفقر والصراع وضعف الحوكمة، لكنها تملك أيضاً مقومات قوية كالطاقة الشبابية، والابتكار، والصمود"، مؤكدا أن انخراط اليابان مع أفريقيا ليس "مساعدة" بقدر ما هو استثمار استراتيجي في مستقبل مشترك.

ومع انعقاد TICAD9، شدد على أن الرسالة واضحة: "أفريقيا واليابان قادرتان على صياغة حلول مشتركة للتحديات العالمية، استناداً إلى الأمن الإنساني، وتمكين الشباب، والاحترام المتبادل"، مضيفاً أن "المستقبل ليس شيئاً يُمنح، بل شيئاً يُبنى… معاً".

أخبار الساعة

الاكثر قراءة