أعلن المخرج هشام السنباطي مؤسس وأمين عام مهرجان «آفاق مسرحية» إهداء الدورة الحادية عشرة من المهرجان، التي تنطلق في أكتوبر المقبل، إلى روح الفنان القدير الراحل عبدالوارث عسر، تقديرا لمسيرته وتاريخه الفني الكبير.
نماذج رائدة وقدوة لـ شباب المهرجان
وأوضح السنباطي أن مهرجان «آفاق» أعتاد أن يهدي كل دورة تقام سنويا إلى أحد المبدعين الراحلين، لتقديم نماذج رائدة وقدوة لـ شباب المهرجان، المقدر عددهم بالمئات وينتمون للعديد من المحافظات.
ثلاث مراحل لفعاليات ومسابقات المهرجان
وأشار إلى أن المهرجان يقام على ثلاث مراحل: الأولى تخص مشاهدة واختيار العروض، والثانية ملتقى المسابقات والتي يشارك بها عروض من مختلف أشكال فنون العرض المسرحي وتقام تلك المرحلة على مسرح آفاق خلال شهر أكتوبر المقبل، وتشارك بها فرق محلية فقط، بينما تقام المرحلة الثالثة «النهائيات» على مسرح الهناجر بالأوبرا خلال شهر نوفمبر المقبل، وتكون بمشاركة الفرق المصرية المؤهلة من المراحل السابقة إلى جانب مشاركة فرق من دول عربية مختلفة.
عبدالوارث عسر «معلم الإلقاء وشيخ الممثلين»
عبدالوارث عسر «معلم الإلقاء وشيخ الممثلين»، من علامات المسرح المصري المضيئة، ممثل مصري عريق عرف طوال مسيرته الفنية بطيبة قلبه وتمتعه بالأخلاق السامية الحميدة واتسام جميع معاملاته بالتواضع والهدوء والرقي، وذلك بالإضافة إلى تعاونه الكبير ورعايته لجميع العاملين مع، فهو بحق ممثل كبير يستطيع أن يرتفع بأصغر الأدوار، ويحسب له في مسيرته الفنية إخلاصه الشديد وقدراته الفنية الرفيعة التي كانت تضحكنا وتبكينا بنفس المهارة، وتمتع بصوت رخيم قوي النبرات جعل أدائه أشبه بالتراتيل، وكأنه ملحن موهوب يضفي على الكلمات الألحان التي تبرز معانيها،
نجح عبد الوارث عسر عام 1912م في الانضمام إلى فرق «جورج أبيض»، وتجه للإنضمام إلى فرقة «عبد الرحمن رشدي عام 1917م، وشارك بتجسيد شخصية الوزير بمسرحية«الضمير الحي»، والطبيب بمسرحية «الموت المدني»، كما شارك في مسرحيات: «الأرليزية»، «عشرين يوم في السجن»، «المحامي المزيف، «النائب هالير»، «مدرسة النميمة»، انضم بعد ذلك إلى فرقة «أخوان عكاشة»، ثم فرقة «جورج أبيض» مرة أخرى، وفي عام 1924م شارك في مسرحيات: «سفينة نوح»، «المرأة المجهولة»، «باسم القانون»، «نكبة البرامكة»، «سفيرو توريللي» وغيرها، و التحق في صيف 1926م بفرقة فيكتوريا موسى« وشارك في مسرحيات: «زهرة الشاي»، «الساحرة»، «المرأة الكدابة»، «طاقية الإخفاء»، «كريم شيكولاتة»
وانضم إلى فرقة «فاطمة رشدي» والتي كان يديرها الفنان القدير عزيز عيد، وبالتالي فقد أصبح هو نفسه بعد ذلك من رواد هذه المدرسة. خاصة والتقى في الفرقة بمديرها - لفترة محددة - بالمخرج عمر وصفي الذي وجهه إلى أداء شخصية الأب.
واشتهر عبد الوارث عسر بصفة عامة بأداء شخصيات المشايخ والشخصيات الدينية، وأيضا أدوار الإنسان المصري البسيط المتمسك بقيم الشرف والكرامة والعطاء، رب الأسرة المكافح، كذلك الموظف الصغير المحنك بخبرات الحياة.
مؤلفا للمسرح
واستمر عبد الوارث في العمل بالمسرح وشارك في تأسيس فرقة «أنصار التمثيل والسينما»، وكان من الأعضاء البارزين بالجمعية، واشترك في إحياء مواسمها السنوية، و شارك صديقه المقرب سليمان نجيب بترجمة واقتباس بعض المسرحيات من الإنجليزية والفرنسية، وأيضا شاركه كتابة أربع مسرحيات من بينها: الزوجة الثانية، الأمل ، قدمت بالفرقة القومية، كما قام بتأليف بعض المسرحيات ومن بينها: «النضال»، «الموظف»، وغيرهما، وذلك بخلاف عدد كبير من التمثيليات الإذاعية، وشارك في الكثيرمن الأفلام والدراما التلفزيونية التي أثرت الفن المصري والعربي.
مهرجان آفاق مسرحية
يقام مهرجان آفاق مسرحية تحت رعاية وزارة الثقافة وبدعم قطاع شئون الإنتاج الثقافي برئاسة المخرج خالد خلال، وأمين عام المهرجان ومؤسسه هشام السنباطي، والمدير التنفيذي سالي سليمان، والمدير الفني للمهرجان المخرج أيمن غالي، والمخرج ياسر أبوالعنين والمنسق الإعلامي الشاعر احمد زيدان، ومدير العلاقات الخارجية الفنانة الليبية خدوجة صبري.