أسفرت القمة التي عقدت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بحضور زعماء أوروبيين، عن التجهز لعقد قمة ثلاثية يشارك فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في إطار الجهود الرامية إلى إيجاد حل لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وسط حديث عن أن الضمانات الأمنية التي ستمنح لـ"كييف" ستكون بمثابة البوابة لإنهاء الحرب.
قمة ثلاثية وضمانات أمنية
بدأت الولايات المتحدة الأمريكية ترتيبات لعقد القمة الثلاثية التي سيحضرها ترامب مع نظيريه الروسي والأوكراني، وذلك عقب لقاءين جمعا الأول بكل رئيس على حدة، للتباحث بشأن سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وجاء الإعلان عن القمة الثلاثية عقب الاجتماع الذي عقد في البيت الأبيض، بحضور ترامب وزيلينسكي، وزعماء أوروبيين، من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، إضافة إلى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والأمين العام للناتو مارك روته، وذلك لمناقشة الضمانات الأمنية لـ"كييف" في إطار مفاوضات إنهاء الحرب مع روسيا.
وفي ختام الاجتماع، أجرى ترامب اتصالًا مع الرئيس الروسي بهدف الترتيب لعقد اجتماع ثلاثي مع الرئيس الأوكراني، وفق ما كشف عنه. وقال ترامب إن نائبه جيه دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، سيتولون مهمة الترتيبات بين البلدين.
من جانبه، شدد زيلينسكي على أن "الضمانات الأمنية" تمثل نقطة البداية والموضوع الأساسي اللازمين لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، مؤكدًا أن هذه الضمانات ستكتسب صفة رسمية خلال عشرة أيام، وتشمل حزمة لشراء أسلحة من الولايات المتحدة بقيمة 90 مليار دولار.
أما الأمين العام للناتو مارك روته فكشف أن الضمانات الأمنية تقوم على مبادرة فرنسية-بريطانية تهدف إلى صياغة إطار لضمانات أمنية لأوكرانيا، موضحًا أن المبادرة تضم 30 دولة بينها اليابان وأستراليا، فيما أعلنت الولايات المتحدة نيتها المشاركة في هذه المبادرة على أن تناقش تفاصيل دورها لاحقًا.
وفي سياق متصل، أبدى الرئيس الأوكراني استعداده لعقد مباحثات ثنائية مع بوتين، تسبق أخرى ثلاثية بمشاركة الولايات المتحدة وقادة أوروبيين، مرجعًا ذلك إلى أن "المشاكل المعقدة والمؤلمة لا يمكن حلها إلا على مستوى القادة". لكنه رهن انعقاد هذه المباحثات الثنائية بالضغط الأمريكي على روسيا.
وفي هذا السياق، قال "روته" إن الرئيس الأمريكي أقنع نظيره الروسي بعقد مباحثات ثنائية مع زيلينسكي، قبل المباحثات الثلاثية التي ستضم الولايات المتحدة وقادة أوروبيين، مشيرًا إلى أن الأطراف سيحددون مكان انعقادها لاحقًا.
ومن الجانب الروسي، أكد الكرملين، اليوم، أن الرئيسين بوتين وترامب اتفقا على مواصلة الاتصالات بشأن الأزمة الأوكرانية