الجمعة 22 اغسطس 2025

تحقيقات

بالأرقام والإحصائيات.. حجم المساعدات الإنسانية والإغاثية من مصر إلى غزة

  • 21-8-2025 | 13:56

المساعدات الإنسانية من مصر إلى غزة

طباعة
  • أماني محمد

تُعد القضية الفلسطينية من القضايا المحورية في السياسة الخارجية المصرية، ومنذ اندلاع الحرب على غزة، وما تبعته من أزمة إنسانية في القطاع، برز الدور المصري كفاعل رئيسي في دعم الشعب الفلسطيني، من خلال تقديم المساعدات الإنسانية والطبية، والعمل على فتح المعابر لتسهيل دخول الإمدادات، واستقبال المصابين والجرحى للعلاج في المستشفيات المصرية.

ولم تقتصر الجهود المصرية على الجانب الإغاثي فقط، بل امتدت لتشمل أبعادًا سياسية تهدف إلى التوصل إلى اتفاق هدنة مؤقت يفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار في القطاع، والحيلولة دون الانزلاق إلى مزيد من التصعيد العسكري، إلى جانب الإسهام في جهود إعادة إعمار القطاع ضمن رؤية مستقبلية شاملة، بالتعاون مع الدول العربية والمجتمع الدولي.

 

المساعدات الإنسانية والإغاثية من مصر إلى غزة

ونجحت مصر في إيصال 70% من إجمالي المساعدات الإنسانية والإغاثية التي وصلت إلى غزة، منذ بدء العدوان الإسرائيلي، بإجمالي 550 ألف طن من المساعدات الطبية والغذائية، وذلك من خلال عمليات إنزال جوي وإدخال الشاحنات، فتم تنفيذ 168 عملية إنزال جوي من مصر قدمت3,730  طنًا من المساعدات، كذلك استقبل مطار العريش 1,022 طائرة حملت 27,347 طنًا من المساعدات، فيما استقبلت الموانئ المصرية 591 سفينة.

أما فيما يخص علاج الجرحى والمصابين، فمنذ نوفمبر 2023 وحتى يوليو 2025، تم إجراء 90,850 فحص طبي وإجراء جراحي منذ بداية الحرب، وذلك في 172 مستشفى مصري لاستقبال الجرحى، لـ 31,560 مصابًا ومرافق تم استقبالهم في المستشفيات المصرية، باستخدام 209 سيارات إسعاف.

أما إجمالي الشاحنات، فمنذ 21 أكتوبر 2023 حتى 1 أغسطس 2025، تم إدخال 1288 شاحنة دخلت من مصر عبر رفح وكرم أبو سالم، وهناك 5 آلاف شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية على الجانب المصري تنتظر دخول غزة، وهناك أيضا 35 ألف متطوع مصري من المنظمات غير الحكومية لإيصال المساعدات.

 

تحرك مصري متعدد المحاور

ويقول الدكتور محمد صادق إسماعيل، أستاذ العلوم السياسية ومدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الدور المصري يُعد محوريًا وهامًا في القضية الفلسطينية، خصوصًا فيما يتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، موضحا أنه اتخذت هذه المساعدات عدة محاور، أبرزها الجهود المصرية في الضغط من أجل فتح المعابر من الجانب الفلسطيني، سواء معبر رفح أو معابر أخرى مثل كرم أبو سالم ومعبر إيريز.

وأوضح "إسماعيل"، أن هناك ما يقرب من 7 إلى 8 معابر حدودية تحيط بالقطاع بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي، ويجب العمل على فتحها جميعًا لضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل فعّال، موضحا أن مصر تعمل أيضا على تشجيع الدول المختلفة على إرسال مساعدات إنسانية إلى القطاع، بهدف تخفيف المعاناة عن المواطن الفلسطيني.

وأشار إلى أن مصر لعبت دورًا في استقبال الحالات الطبية والإنسانية من قطاع غزة، بما في ذلك الجرحى والمصابين، في مستشفيات العريش وغيرها من المستشفيات المصرية لتلقي العلاج والرعاية، مؤكدا أن الموقف المصري يركز على الحل السياسي المستدام، من خلال السعي لتثبيت التهدئة ومنع العودة إلى المواجهات العسكرية، بما يضمن معالجة جذرية وطويلة الأمد للأزمة.

وأشار إلى أن مصر تبذل جهدًا كبيرًا في ملف إعادة إعمار قطاع غزة، وهو بُعد مستقبلي في الرؤية المصرية، وهناك مبادرة مصرية مهمة أُطلقت في 4 مارس الماضي، والتي هدفت إلى دعم جهود إعادة الإعمار في القطاع، وتبنتها الجامعة العربية، مؤكدا أن كل هذه الجهود تأتي في إطار تنسيق مصري–عربي واسع، يهدف إلى التوصل لحل شامل وعادل للقضية الفلسطينية.

 

عراقيل إسرائيلية

ويقول الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربى للدراسات السياسية، إن مصر تلعب دورًا محوريًا وأساسيًا، سواء فيما يتعلق بالتواصل مع الولايات المتحدة الأمريكية، أو مع الأطراف الدولية والإقليمية، بهدف الضغط من أجل إدخال المزيد من المساعدات الإنسانية، سواء الغذائية أو الدوائية، إلى قطاع غزة، في ظل العدوان المستمر والتعنت والعراقيل الإسرائيلية.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الدور المصري في هذا السياق مستمر ولا يمكن فصله عن دوره الأصيل في الوساطة وتقريب وجهات النظر بين إسرائيل وحركة حماس، مؤكدا أن دور مصر معروف ومحوري في هذا الملف ومحل تقدير من قبل المجتمع الدولي والعربي والأشقاء الفلسطينيين.

وأكد أنه تصطدم هذه الجهود بالتعنت الإسرائيلي، حيث يتم السماح بدخول شاحنات المساعدات، ثم تعيد إسرائيل بعضها، كما حدث مؤخرًا مع مساعدات إماراتية دخلت عبر معبر رفح إلى كرم أبو سالم، قبل أن تعترض إسرائيل على جزء منها وتعيده، وهو ما يؤدي لأزمة في دخول المساعدات الغذائية لغزة، مؤكدا أن الممارسات الإسرائيلية التي لا تزال قائمة، وهي ممارسات تمنع مرور الشاحنات وتواصل ارتكاب المجازر، وتفرض الحصار على أكثر من مليوني نسمة، مانعة عنهم الغذاء والدواء.

ولفت إلى أن هناك أزمة يعيشها المجتمع الدولي والإقليمي، حيث تقتصر المواقف على التصريحات دون اتخاذ خطوات فعلية على الأرض ضد إسرائيل، رغم الإجماع الدولي الرافض للممارسات الإسرائيلية، لذلك يجب ممارسة المزيد من الضغط على الجانب الإسرائيلي، لاستمرارها في منع المساعدات وتوزيعها في مناطق يُطلق عليها "أماكن موت"، حيث يتم استهداف الفلسطينيين هناك.

وشدد على أن إسرائيل تسير وفق خطة ممنهجة، وترفض وتماطل في أي مقترح ينهي الحرب ويرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني في غزة، وذلك في ظل موقف الولايات المتحدة الداعم الأكبر للاحتلال، مضيفا أن واشنطن فرضت عقوبات على أربعة موظفين في المحكمة الجنائية الدولية لمشاركتهم في إصدار مذكرات توقيف ضد مجرمي حرب، وحتى إقالة وزارة الخارجية الأمريكية لكبير المسؤولين الإعلاميين للشؤون الإسرائيلية الفلسطينية شاهد قريشي، بعد تصريحه بأن الولايات المتحدة ترفض التهجير القسري، ونتيجة لذلك تمت إقالته.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة