الجمعة 22 اغسطس 2025

فن

بعد 14 عامًا على وفاته.. كيف خلد كمال الشناوي اسمه في تاريخ الفن؟

  • 22-8-2025 | 03:35

كمال الشناوي

طباعة
  • ندى محمد

في مثل هذا اليوم من عام 2011، رحل عن عالمنا الفنان الكبير كمال الشناوي بعد مسيرة فنية استمرت لأكثر من نصف قرن، جعلته واحدًا من أبرز نجوم السينما المصرية وأكثرهم تأثيرًا. وعلى الرغم من مرور أربعة عشر عامًا على وفاته، لا يزال اسمه حاضرًا في ذاكرة الجمهور والنقاد، باعتباره رمزًا من رموز الفن الجميل وأحد أعمدة السينما العربية.

البدايات الفنية

ولد كمال الشناوي عام 1921 في مدينة المنصورة، وبدأت موهبته في الظهور مبكرًا من خلال عشقه للغناء والرسم قبل أن يتجه إلى التمثيل. التحق بكلية التربية الفنية بجامعة حلوان، لكن شغفه بالفن السابع كان الأقوى، فاقترب من عالم السينما وبدأ رحلته بخطوات ثابتة.

نجم الشباك ودونجوان السينما

مع نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات، أصبح كمال الشناوي الفتى الأول لشاشات السينما المصرية، حيث تميّز بوسامته وكاريزمته، ما أهّله ليكون بطلًا أمام نجمات جيله، مثل شادية، فاتن حمامة، هند رستم، وصباح.


لقّب بـ "دونجوان السينما"، لكنه لم يكتفِ بصورة الحبيب الوسيم، بل قدّم أدوارًا مركّبة ومتنوعة جعلت النقاد يصفونه بأنه ممثل صاحب مدرسة خاصة.

التنوع بين الرومانسية والشر

امتلك الشناوي قدرة نادرة على التنقل بين الأدوار؛ فقدّم العاشق الرومانسي في أفلام مثل الهوا على الشمال والليالي الدافئة، كما جسّد أدوار الشر ببراعة في أعمال مثل اللص والكلاب المأخوذ عن رواية نجيب محفوظ. هذا التنوع جعله يحافظ على نجوميته لأكثر من خمسة عقود.

رصيد فني ضخم

قدّم كمال الشناوي ما يزيد عن 200 فيلم سينمائي وعشرات المسلسلات الدرامية، من بينها زينب والعرش، هند والدكتور نعمان، والزينى بركات. كما خاض تجربة الإنتاج والإخراج، ليؤكد أنه فنان شامل لا يقتصر على التمثيل فقط.

علاقة خاصة بالجمهور والنقاد

كان الشناوي محبوبًا من الجمهور بجميع فئاته، واعتبره النقاد نموذجًا للفنان المثقف الواعي، حيث كان يختار أدواره بعناية، مؤمنًا بأن الفن رسالة اجتماعية وثقافية، وليس مجرد وسيلة للشهرة.

الرحيل والإرث الفني

رحل كمال الشناوي في 22 أغسطس 2011 عن عمر يناهز 89 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض. ومع رحيله طوى الفن المصري صفحة ناصعة من تاريخه، لكنه ترك إرثًا ضخمًا يخلّد اسمه في كل مرة يُعرض فيها أحد أفلامه أو تُذكر إحدى شخصياته الخالدة.

اليوم، ومع تجدد ذكرى وفاته، يُجمع النقاد والجمهور على أن كمال الشناوي كان أكثر من مجرد "دونجوان وسيم"، بل كان فنانًا استثنائيًا استطاع أن يقدّم صورة مختلفة للفتى الأول، ويصنع ملامح مدرسة خاصة في الأداء السينمائي ستظل علامة مضيئة في تاريخ الفن المصري والعربي.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة