الجمعة 22 اغسطس 2025

تحقيقات

حماس لا تمانع و«إسرائيل» تماطل.. فهل يتحقق وقف إطلاق النار؟

  • 22-8-2025 | 11:43

غزة

طباعة
  • محمود غانم

تنصلت إسرائيل من مقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي سبق أن قبلته الشهر الماضي، مطالبةً بآخر يتضمن شروطًا تعجيزية تتعارض شكلًا ومضمونًا مع ما قبلت به حركة حماس، ويمنحها ما عجزت عن تحقيقه ميدانيًا طوال فترة الحرب التي تقترب من عامها الثاني.

شروط تعجيزية:

وقال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أثناء إقراره خطط الجيش للسيطرة على مدينة غزة في القطاع، إنه أوعز ببدء مفاوضات فورية بشأن إطلاق سراح جميع المحتجزين وإنهاء الحرب بشروط بلاده، حسب ما نقله عنه إعلام عبري.

ويأتي حديث نتنياهو هذا في الوقت الذي ينتظر فيه الوسطاء رده على المقترح الذي قبلته حركة حماس، حيث يقوم في الأساس على مبادرة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، التي قبلتها "تل أبيب" الشهر الماضي، وتتبنى وجهة النظر الإسرائيلية.

غير أن إسرائيل تنصلت منه، ولم ترد حتى الآن على الوسطاء، بينما تواصل المضي قدمًا في خططها الرامية إلى احتلال كامل قطاع غزة.

وبشأن ما أشار إليه نتنياهو حول اعتزام بدء مفاوضات لإنهاء الحرب، أكدت مصادر رسمية أنه من غير المتوقع أن ترسل "تل أبيب" في هذه المرحلة وفدًا مفاوضًا إلى الدوحة أو القاهرة لإجراء محادثات بشأن التهدئة في غزة، حسب إعلام عبري.

أما عن شروط إنهاء الحرب التي تحدث عنها، فهي نزع سلاح حركة حماس وقطاع غزة، وإعادة المحتجزين، وسيطرة أمنية إسرائيلية (احتلال) على القطاع، وحكم مدني بديل من حماس والسلطة الفلسطينية.

وبينما لا تمانع حماس من طرفها الإفراج عن كامل المحتجزين الإسرائيليين ضمن صفقة تنهي الحرب، والتنازل عن الحكم في القطاع، فإنها ترفض جملةً وتفصيلًا نزع سلاحها أو استمرار القطاع تحت الاحتلال، إذ تطالب بانسحاب إسرائيل إلى خارجه.

وحسب إعلام عبري، فإن المفاوضات تدور حول صفقة شاملة وفقًا لهذه الشروط، وليس حول الصيغة التي قبلتها حماس.

ووفقًا للمصدر ذاته، فقد أبلغ رئيس الوزراء الجانب الأمريكي أنه لا خيار سوى تنفيذ خطة احتلال مدينة غزة إذا فشلت المحادثات السياسية الجارية.

وفي السياق، توعّد وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بتدمير مدينة غزة إذا لم تقبل حماس بشروط بلاده لإنهاء الحرب، بما في ذلك نزع سلاحها.

تصعيد ميداني

وعلى الصعيد الميداني، تواصل إسرائيل تصعيد هجماتها على القطاع، لا سيما مدينة غزة، حيث من المقرر أن تبدأ منها خطة احتلال القطاع. وقد أعلن جيش الاحتلال، الأربعاء، بدء المراحل الأولى للهجوم على مدينة غزة ضمن ما سماها عملية "عربات جدعون 2".

وقد استدعى الجيش عشرات الآلاف من جنود الاحتياط للانخراط في العمليات العسكرية بمدينة غزة.

وفي الأسبوع الجاري، وافقت حركة حماس والفصائل الفلسطينية على مقترح لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، تقدم به الوسيطان المصري والقطري.

ويتضمن المقترح وقفًا مؤقتًا للعمليات العسكرية لمدة 60 يومًا، يتم خلالها تبادل عدد من الأسرى الفلسطينيين مقابل نصف عدد المحتجزين الإسرائيليين، حسب ما أوردته قناة "القاهرة الإخبارية".

وتشمل عملية التبادل إطلاق 10 أسرى إسرائيليين أحياء، إضافةً إلى تسليم نصف عدد الجثامين البالغ 36، أي 18 جثمانًا.

كما يتضمن المقترح إعادة انتشار القوات الإسرائيلية في مناطق محاذية للحدود، لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وبحسب "القاهرة الإخبارية"، فإن المقترح ينص أيضًا على البدء من اليوم الأول للتهدئة بمناقشة الموضوعات المتعلقة بالصفقة الشاملة أو الوقف الدائم لإطلاق النار.

وتعتبر حركة حماس المقترح أفضل الخيارات المتاحة لحماية سكان قطاع غزة، وبداية الطريق نحو الحل الشامل، وحماية القطاع من التصعيد العسكري، بعد القرار الإسرائيلي باحتلال كامل قطاع غزة.

الاكثر قراءة