تصادف اليوم ذكرى وفاة الكاتبة الإنجليزية نينا بودن وهي واحدة من أبرز روائيات أدب الأطفال والبالغين في القرن العشرين، وصاحبة قلمٍ استطاع التسلل إلى أعماق شخصياته ببراعة نادرة.
وُلدت نينا بودن في 19 يناير 1925 بمدينة إلفورد، إسيكس، لعائلة متوسطة الحال، حيث كانت والدتها معلمة ووالدها ضابطًا في البحرية الملكية، عاشت تجربة الإجلاء خلال الحرب العالمية الثانية، وانتقلت إلى ويلز في سن الرابعة عشرة، وهي تجربة تركت أثرًا عميقًا في أعمالها الأدبية لاحقًا.
درست الفلسفة والسياسة والاقتصاد في كلية سمرفيل بجامعة أكسفورد، وكانت تطمح للعمل في الصحافة، لكنها وجدت شغفها الحقيقي في الكتابة الأدبية.
بدأت مسيرتها بروايات للكبار، ثم انتقلت إلى أدب الأطفال، حيث قدمت أكثر من 40 عملًا، من بينها حرب كاري، الطيور على الشجرة، ابنة الساحرة، وفي حالة فرار، وهي أعمال حظيت بإشادة نقدية واسعة لتصويرها العميق لمرحلة الطفولة وتعقيدات العلاقات الأسرية.
روايتها خنزير النعناع فازت بجائزة الجارديان لأدب الأطفال عام 1976، بينما وصلت روايتها دوائر الخداع إلى القائمة القصيرة لجائزة بوكر عام 1987، كما رُشحت لجائزة مان بوكر المفقودة عام 2010، واختيرت لاحقًا لتكون ضمن لجنة تحكيم الجائزة نفسها.
في حياتها الشخصية، عاشت مآسي مؤلمة، منها فقدان ابنها نيكولاس بالانتحار، ووفاة زوجها أوستن كارك في حادث قطار مأساوي عام 2002، وهي الحادثة التي وثّقتها في روايتها عزيزي أوستن، ورغم الألم، واصلت الكتابة، وظلت وفية لقلمها حتى رحيلها في منزلها شمال لندن عن عمر ناهز 87 عامًا.