الجمعة 22 اغسطس 2025

تحقيقات

التنصل سياسة ثابتة.. إسرائيل تعرقل مفاوضات غزة

  • 22-8-2025 | 15:03

غزة

طباعة
  • محمود غانم

بموافقة حركة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار، الذي يستند أساسًا إلى رؤية إسرائيلية سبق أن أقرتها "تل أبيب" الشهر الماضي، وجدت الحكومة الإسرائيلية نفسها في مأزق حقيقي، إذ لم يعد أمامها سوى القبول بالاتفاق أو الاستمرار في الحرب، بما يفضح مزاعمها حول رغبتها في التوصل إلى تهدئة، ويؤكد أنها تسعى إلى الحرب لا إلى السلام.

وتأكد رسميًا أن إسرائيل لا حاجة لها بما قبلت به حركة حماس، بعدما صرّح رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو أنه يريد إنهاء الحرب بشروط بلاده فقط.

ودأبت إسرائيل على تطويق العملية التفاوضية بشروط تعجيزية تُفضي في النهاية إلى إفشالها، ثم تعمد إلى تحميل حركة حماس مسؤولية استمرار الحرب، رغم أن الحركة أبدت مرارًا استعدادها للتهدئة.

وأثبتت أشهر الحرب، التي تجاوزت 22 شهرًا، أن إسرائيل تتحمل المسؤولية المباشرة عن استمرار النزاع، بعدما اعتادت على التنصل من نتائج المفاوضات وقبول ما كانت تعتقد أن حماس سترفضه، لكن حينما خالفت الحركة تلك التوقعات، انكشف زيف الموقف الإسرائيلي.

 

سياسة متكررة

المشهد الراهن ليس جديدًا، فقد تكرر في مايو 2024 حين وافقت حركة حماس على المقترح الذي صاغته إسرائيل بشأن وقف إطلاق النار، بينما أصرّ مجلس الحرب الإسرائيلي آنذاك على مواصلة عملياته العسكرية في قطاع غزة.

واليوم، تقف إسرائيل على مشارف مدينة غزة لتبدأ عملية عسكرية جديدة، على غرار ما فعلته سابقًا في مدينة رفح، في مشهد يوحي بتداخل الأمس مع الحاضر.

الصورة ذاتها تتكرر على الصعيد الإنساني أيضًا؛ فبينما كانت رفح تؤوي آنذاك نحو مليون ونصف المليون نازح فلسطيني، تضم غزة اليوم أكثر من مليون نازح.

والمشترك بين الموقفين أن إسرائيل لم تُعر أي اعتبار للتبعات الإنسانية الكارثية، ومضت في تنفيذ خططها الاحتلالية تحت غطاء "القضاء على حماس" و"استعادة المحتجزين".

 

التنصل هواية

كان من المفترض أن تنتهي حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، بعد تنفيذ كامل بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ بين إسرائيل وحماس في يناير الماضي.

إلا أن إسرائيل تنصلت -بدعم أمريكي- من الاتفاق، ورفضت الانتقال إلى المرحلة الثانية، وسعت إلى تمديد المرحلة الأولى، وهو ما لم تقبل به حركة حماس، باعتباره خروجًا سافرًا على اتفاق وقف إطلاق النار.

ونتيجة لذلك، استأنفت إسرائيل حربها على قطاع غزة في 18 مارس الماضي، وما تزال مستمرة حتى اليوم.

 

ما بين القبول والرفض

واليوم، وبعد أن وافقت حركة حماس على مقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي يقوم في الأساس على مبادرة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، والتي قبلتها "تل أبيب" الشهر الماضي، وتتبنى وجهة النظر الإسرائيلية، تواصل الحكومة الإسرائيلية التنصل منه.

وفي المقابل، تلمّح إلى التفاوض على مقترح جديد يتضمن شروطًا تعجيزية، من بينها نزع سلاح المقاومة وإعادة احتلال قطاع غزة، وهو ما يتعارض بشكل جوهري مع ما تريده حركة حماس.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حربًا مدمّرة ضد قطاع غزة، خلّفت أكثر من 219 ألف شهيد وجريح فلسطيني، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال والمسنين، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

الاكثر قراءة