الجمعة 27 سبتمبر 2024

خطة للبرلمان العربي لمنع ترشيح إسرائيل لعضوية مجلس الأمن.. دبلوماسيون: يجب التنسيق مع الجامعة العربية والأمم المتحدة والتواصل مع الدول الرافضة لقرار الجمعية العامة

تحقيقات28-12-2017 | 14:31

طلعت حامد: يجب التنسيق بين البرلمان العربي والأمم المتحدة

هاني خلاف: التواصل مع الدول الرافضة لقرار الأمم المتحدة مهم

القويسني: التنسيق مع الحكومات شرط نجاح تحركات البرلمان العربي

 

أكد دبلوماسيون أن تحركات البرلمان العربي في قضية منع ترشح إسرائيل لعضوية غير دائمة في مجلس الأمن يتطلب تنسيقا بين البرلمان ومجلس جامعة الدول العربية والمجموعة العربية في الأمم المتحدة، مؤكدين أن تحقيق هذا الهدف يتطلب صياغة خطابا قويًّا متقنًا مع استمرار التحرك الدبلوماسي مع الدول الرافضة لقرار الجمعية العامة بشأن القدس لتجنب أن تحذو هذه الدول حذو الولايات المتحدة في اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.

كان البرلمان العربي في اجتماعه، اليوم، قد أقر خطة للتصدي لترشح إسرائيل لعضوية مجلس الأمن على أحد المقاعد العشرة غير الدائمة، خلال عامي 2019-2020، وكان قد أعلن عزمه مخاطبة برلمانات الدول التي صوتت ضد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر بشأن القدس، أو التي امتنعت عن التصويت لمراجعة موقفها والالتزام بالقانون والمواثيق وقرارات الشرعية الدولية والوقوف بجانب الحق الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس.

 

التنسيق مع الحكومات

السفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال إن البرلمان العربي يمكن أن يكون وسيلة فعالة وناجحة في الفترة المقبلة بالتحرك للحيلولة دون ترشح إسرائيل لعضوية غير دائمة في مجلس الأمن، مضيفا أن شرط نجاح ذلك أن يتحرك بالتنسيق مع الحكومات العربية ومجلس جامعة الدول العربية أما تحركه بمفرده فلن يكون ناجحا.

وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن البرلمان العربي يمكن أن يجري اتصالات مباشرة مع برلمانات دول أخرى بشرط أن يكون لديه خطاب مناسب يحسن الطرف الآخر تقبله والاقتناع به، موضحا أنه يمكن أن يتواصل أيضا مع اتحاد البرلمان الدولي باستخدام خطاب يتناول محاور جيدة يتفهمه الطرف الآخر ويركز على الأبعاد السياسية والتراثية والاجتماعية والقانونية للقدس كأرض عربية فلسطينية محتلة.

وأوضح القويسني أن الدول العربية عليها أن تركز على قضية الاحتلال وأن إسرائيل دولة محتلة ولا تنفذ قرارات الأمم المتحدة، مؤكدا أن المعركة شديدة الصعوبة ويجب التركيز على حقيقة أن احتلال فلسطين هو آخر احتلال في العالم وينبغي إنهاؤه وإعادة طرح ترسانة القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة وكذلك محكمة العدل الدولية وحكمها بشأن جدار الفصل والذي أكد أن إسرائيل دولة احتلال مع اختيار رسالة وخطاب متقن شكلا وموضوعا.

 

التواصل مع الدول الرافضة لقرار الأمم المتحدة

وقال السفير هاني خلاف، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون العربية، إن دور البرلمان العربي خلال الفترة المقبلة هام للتحرك لمنع دول أخرى خلاف الولايات المتحدة الأمريكية وجواتيمالا مع اتخاذ قرار نقل بعثاتها الدبلوماسية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، مضيفا أنه يجب التواصل مع الدول الرافضة لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخير بشأن القدس.

وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن هذه الدول صغيرة مثل جزر المارشال وبقية الدول الأخرى غير المعروفة والواقعة في المحيط الهادي وأمريكا الجنوبية ولا يعرفها سوى المتخصصون، موضحا أنه يجب التواصل مع هذه الدول ومحاولة إقناعها بتغيير موقفها والعدول عن هذا التوجه بشأن القدس لكي لا تحذو حذو الولايات المتحدة الأمريكية.

وأوضح خلاف أنه يجب تنسيق وصياغة حملة منظمة ومخطط لها جيدا للتواصل مع الدول التسع الرافضة لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لتأجيل أي قرار محتمل لها بشأن اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، مضيفا أنه يجب التحرك الدبلوماسي والبرلماني مع هذه الدول ودراسة إمكانية إقامة علاقات دبلوماسية أو التعاون والتواصل معهم للعدول عن موقفها.

وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن ترشح إسرائيل لعضوية غير دائمة في مجلس الأمن أمر لا يمكن منعه إنما ما يمكن للدول العربية التحرك فيه هو الحيلولة دون انتخابها وفوزها.

 

تنسيق ثلاثي عربي

فيما قال السفير طلعت حامد، الأمين العام المساعد للبرلمان العربي سابقا، إن تحرك البرلمان العربي في ملف القدس ومنع ترشيح إسرائيل لعضوية مجلس الأمن غير الدائمة يتطلب التنسيق مع جامعة الدول العربية والمجموعة العربية في الأمم المتحدة، مضيفا أن ترشيح أية دولة لعضوية غير دائمة في مجلس الأمن هو إجراء روتيني حيث تتقدم الدولة بطلب للترشح وبعد الموافقة عليه يتم التصويت على عضوية الدولة داخل الجمعية العامة.

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن فوز دولة على المقعد غير الدائم يتطلب حصولها على أغلبية ثلثي الحاضرين والمصوتين من أعضاء الجمعية العامة سواء الدول الخمس دائمة العضوية والعشر دول الأخرى غير الدائمة، مضيفا أنه يجب التنسيق مع الدول الأربعة عشر في مجلس الأمن بخلاف الولايات المتحدة في هذا الملف.

وأضاف حامد أن البرلمان العربي يجب أن يتواصل مع برلمانات هذه الدول لأن عضوية إسرائيل في مجلس الأمن لا تتسق مع ما يقوم به من أعمال عدوانية تجاه الشعب الفلسطيني وسعيه لتغيير هوية الأرض، موضحا أنه يجب التحرك مع اتحاد البرلمان الدولي أيضًا لمحاصرة إسرائيل على مستوى العالم وهذا من عوامل النجاح في هذا الهدف لأنه ينبغي أن يكون التحرك عربيا فقط إنما دوليا.