الخميس 27 يونيو 2024

هل تنجح إسرائيل في الحصول على عضوية مجلس الأمن؟.. دبلوماسيون: الدعم الإفريقي والمساعدات المالية الأمريكية يقويان موقفها.. وانتهاكها القانون الدولي سلاح الدول العربية لإفشال مخططها

تحقيقات28-12-2017 | 17:03

دبلوماسي: إسرائيل لا تحترم القوانين الدولية.. وعضويتها بمجلس الأمن صعبة

اللاوندي: دعم دول إفريقية لإسرائيل متوقع

خبير: التصويت في مجلس الأمن يخضع لأهواء الدول الكبرى

 

مع سعي إسرائيل للفوز بعضوية غير دائمة في مجلس الأمن، أكد دبلوماسيون أن المهمة صعبة وأن هناك اعتبارات متعددة تحكم عملية الترشح، منها رغبة الدول الكبرى وكذلك الدعم الإفريقي لإسرائيل والاتصالات التي تجريها والتي تلقت من خلالها ردود فعل مطمئنة، موضحين أن التحرك العربي في هذا الملف مهم ومطلوب، إلا أن لغة المصالح والتهديدات الأمريكية بسلاح المساعدات الاقتصادية ستجعل بعض الدول تدعم الجانب الإسرائيلي في تحقيق هدفه.

وتعتزم إسرائيل الترشح لشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن لعامي 2019-2020، للمرة الأولى في تاريخها، حيث تعمل منذ فترة بمساعدة أمريكية للحصول على دعم دولي يؤهلها للوصول إلى هذه العضوية، إلا أن الدول العربية وضعت خطة للتصدي لهذا الترشح والتحرك خلال الفترة المقبلة، ومن المقرر أن يجري الاقتراع في يوليو المقبل.


صعوبة في النجاح

السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال إن حصول إسرائيل على عضوية غير دائمة في مجلس الأمن أمر صعب وقوعه لعدة أسباب، مضيفًا أن إسرائيل لا تحترم القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة بهيئاتها سواء كانت اليونسكو أم الجمعية العامة أم مجلس الأمن، والذي لا ينتظر قبولها عضوًا فيه.

وأضاف حسن، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن المجلس هدفه الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وغير منطقي وصعب أن تصبح إسرائيل عضوًا فيه، لأنها دولة لا تحترم قرارات المجلس، وهذا ما يجب أن تركز عليه الدول العربية في تحركاتها المقبلة، مؤكدًا أن إسرائيل آخر دولة تصلح للمحافظة على السلم والأمن الدوليين، ولم تحصل من قبل على هذا المقعد.

وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق أن صعوبة أخرى تواجه إسرائيل في ترشحها وهي المجموعة التي تنتمي إليها، مضيفًا "عن أية مجموعة ستترشح إسرائيل؟ فهي لا تمثل الشرق الأوسط ولن تقبل أية دولة منه أن تترشح عنها، كما أن عضويتها في المجموعة الأوروبية مؤقتة، لأنها دولة منبوذة، ولن تقبل دول المجموعة أن تترشح عنها".

وأشار حسن إلى أن الدور الإفريقي في دعم إسرائيل يأتي في مراحل لاحقة وغير مؤثر، خصوصا أن الأساس في ترشيحها وهو المجموعة التي تنتمي إليها إسرائيل به خلافات، فلن توافق المجموعة على ترشحيها عنها، مضيفًا أنه شروط الترشح والانتخاب في مجلس الأمن هي موافقة المجموعة الإقليمية على ترشيح دولة، وبعدها مجموعة الدول الأعضاء الدائمين وغير الدائمين، ثم الجمعية العامة بالحصول على ثلثي الأصوات.

وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وصف الأمم المتحدة في تصريحات سابقة له بأنها "بيت الكذب"، كما أنها دولة تنتهك حقوق الشعب الفلسطيني ولا تعتد بالقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة، مضيفًا أنه وفقًا لكل هذه العوامل فترشحها ليس سهلًا على الإطلاق، خصوصا أن الدول دائمة العضوية لا تقف في صفها باستثناء أمريكا، وظهر هذا خلال التصويت على مشروع القرار المصري بشأن القدس الذي حصل على تأييد 14 دولة، ولم يبطله إلا الفيتو الأمريكي.


دعم دول إفريقية متوقع

وقال الدكتور سعيد اللاوندي خبير العلاقات الدولية، إن المجتمع الدولي والأمم المتحدة دعموا قضية القدس وأصدرت الجمعية نحو 160 قرارا لصالح القضية الفلسطينية ولم تنفذ إسرائيل قرارا واحدا منها، مضيفا أن الدول العربية تعد العدة للوقوف ضد ترشح إسرائيل لعضوية مجلس الأمن، فقام البرلمان العربي بما ينبغي أن يقوم به لوقف هذا الترشح.

وأضاف اللاوندي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم إسرائيل على طول الخط والدول العربية تحاول التصدي لهذا الترشح، موضحًا أن بعض الدول الإفريقية لها علاقات جيدة وداعمة لإسرائيل، كما أن التهديد الأمريكي الأخير بشأن المساعدات وحالة الإرهاب والتهديد والوعيد التي انتهجتها المندوبة الأمريكية نيكي هيلي، ضد دول العالم ستجعل الدول الإفريقية تتبنى وجهة النظر الأمريكية.

وأوضح خبير العلاقات الدولية أن الدول الإفريقية تحت الضغط الأمريكي والتهديد بسلاح المال والمساعدات الاقتصادية ستجد نفسها مضطرة للقبول بوجهة النظر الأمريكية ودعم إسرائيل رغم كونها دولة تخالف القوانين الدولية وليس من حقها أن تكون عضوًا في مجلس الأمن، مضيفًا أن هذا الترشح يخالف المجتمع الدولي والموقف الأخير الرافض للتحرك الأمريكي والإسرائيلي بشأن اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، مطالبًا بالتحرك العربي السريع على مستوى الدول التي تتبنى الموقف الأمريكي التي رفضت قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة وكذلك الدول الإفريقية التي تتلقى مساعدات وتوضيح الأمر بالنسبة لهم وبذل قصارى الجهد لإقناع الدول بعدم دعم إسرائيل، مضيفًا أن الدول العربية تقوم بكل ما ينبغي أن تقوم به وعدم نجاحها في التأثير ليس دليلا على تقصيرها إنما لأن التهديد والوعيد والمساعدات الأمريكية لها تأثير أقوى.

وأكد اللاوندي أن هناك الكثير من الدول خصوصا الإفريقية ستخشى قطع المعونة الأمريكية وستساند إسرائيل ومن الصعب تغيير موقفها، لأن هذا يتطلب سنوات من التواصل، والوقت ضيق لأن التصويت سيتم خلال أشهر قليلة في العام المقبل.


أهواء الدول الكبرى

وقال الدكتور أيمن سمير خبير العلاقات الدولية، إن إسرائيل تسعى منذ سنوات للحصول على عضوية غير دائمة في مجلس الأمن، وهذا هدفها خلال الفترة المقبلة، وستعمل على تكثيف اتصالاتها بكل الدول المحتمل دعمها لها، لدعم موقفها، مضيفًا أن نجاحها في ذلك ممكن لعدد من الاعتبارات، أولها أن لها علاقات قوية بدول إفريقية ما زالت ترى أن لإسرائيل حقًّا في الترشح والحصول على هذا المقعد.

وأوضح سمير، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن التصويت في مجلس الأمن خصوصًا في مسألة الترشيحات يخضع لأهواء الدول الكبرى، مثل فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وهذه الرغبة تلقي بظلالها على دول أخرى، مؤكدًا أن دولًا تصوت لما تصوت به أمريكا، ولا يمكن الاستناد إلى الموقف الأخير بشأن القدس، لأنها قضية استثنائية وحساسة في العالم العربي والإسلامي.

وأضاف خبير العلاقات الدولية أن هناك استطلاعات أجرتها إسرائيل واتصالات مع مختلف الدول تلقت خلالها وعودًا شبه مؤكدة أنها ستحصل على المنصب وهذه كلها عوامل في صالح إسرائيل، موضحًا أن الرهان في الفترة المقبلة لإفشال هذا الترشح هو التحرك العربي والإسلامي وكتلة دول عدم الانحياز ضد الترشح واستغلال حقيقة أن إسرائيل عنصر ضعف في تشكيل مجلس الأمن الذي مهمته حفظ وصيانة السلام والاستقرار الدولي.

وأكد سمير أن تغيير المواقف لا يمكن أن يتم بين ليلة وضحاها، خصوصًا أن الدول الإفريقية كانت داعمة خلال حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر للقضية الفلسطينية، إلا أن التحرك الإسرائيلي وتدخلها بإقامة مشاريع واستثمارات في إفريقيا جعل مواقف هذه الدول تتغير لصالحها، وبالتالي لن تتغير المصالح المشتركة نتيجة الاتصالات، مشيرًا إلى أنه رغم ذلك لا يمكن الجزم بنجاح إسرائيل في الحصول على المنصب، لأن الأمر عندما يتعلق بالتصويت، فإنه لا يمكن الجزم بشكل قاطع بترجيح احتمال على آخر، مضيفًا أن التحرك العربي ووضع خطة ورؤية متفق عليها بين الدول العربية والإسلامية مطلوب في هذا الشأن خلال الفترة المقبلة.