تحل اليوم ذكرى رحيل أو اغتيال محمود فهمي النقراشي باشا وهو من تولى رئاسة الوزراء في
عهد الملك فاروق عدة مرات، وقد كان حادث اغتياله من النقاط السوداء في ملف جماعة
الإخوان المحظورة ، ولم يعرف للآن من أصدر أمر اغتيال النقراشي غير أن الأداة
الإخوانية ومنفذ الإغتيال هو فقط من اعترف على نفسه بفعلته.
ولد محمود فهمي النقراشي بمدينة الأسكندرية في 26 إبريل 1888 وسافر إلى بريطانيا
لإستكمال تعليمه وعاد ليتحق بوزارة المعارف المصرية ليعمل كسكرتير عام لها ثم
وكيلاً لمحافظة القاهرة ، ثم وزيراً بوزارة محمد محمود باشا ، وشارك في تنفيذ
الكثير من المشروعات التنموية في عهد فاروق ملك مصر ، عند توليه رئاسة الوزراء، حيث تم إنشاء وتقوية العديد
من القناطر في مصر ، منها قناطر إسنا وقناطر أسيوط ، وأنشأ كلية الضباط البحرية
وساعد في تأسيس البنك الصناعي المصري .
حول قضية فلسطين شارك محمود فهمي النقراشي قي العديد من المؤتمرات والمباحثات مع
الدول المستقلة لحل القضية وساعد في إيفاد الجيش المصري للمشاركة في حرب فلسطين ،
بيد أن الإتهامات واجهته من قبل عناصر جماعة الإخوان أنه كان السبب في توريط الجيش
وسبب نكبته.
ساند الإخوان حكومة الوفد التي تشكلت بدعم الإنجليز في بداية الأربعينيات ، مقابل
أن يسمح الوفد للإخوان بنشر دعوتهم ، وبعد حل وزارة الوفد تشكلت الوزارة الجديدة
برئاسة محمود فهمي النقراشي ، وعلى الفور تحالف معها الإخوان ضد حلفاء الأمس ،
وتعكر الصفو بين النقراشي باشا وجماعة الإخوان ودخلوا في معارك دفينة ، قام
النقراشي على أثرها بحل جماعة الإخوان في 8 ديسمبر 1948.
قام الإخوان رداً حل جماعتهم ومصادرة أملاكهم باغتيال محمود فهمي النقراشي باشا
على يد عبد المجيد أحمد حسن عضو التنظيم الإخواني في 28 ديسمبر 1948، وقد خرج زعيم التنظيم آنذاك حسن البنا
ينفي صلة الجماعة بالحدث قائلاً عبارته الشهيرة "ليسوا إخواناً وليسوا
مسامين" .. وبعد شهور قليلة رد الحزب السعدي الذي كان يتزعمه النقراشي باشا
باغتيال حسن البنا مؤسس التنظيم الإخواني في 12 فبراير 1949.
تطرح الهلال اليوم عدة صور نادرة في
هذه المناسبة عن حياة النقراشي باشا مع ولديه وخلال توليه مناصبه وعند افتتاح
العديد من المشروعات التنموية في مصر.