الثلاثاء 25 يونيو 2024

سامية جمال ورشدي أباظة .. حب ودموع

7-3-2017 | 02:54


نشأت قصة حب سامية جمال مع رشدى أباظة أثناء عملهما فى فيلم الرجل الثاني، وقد بدأ اهتمام رشدي بسامية عندما شاهد قسوة المخرج عز الدين ذو الفقار على سامية، وبعد أن جعلها تعيد عدة مشاهد أكثر من 12 مرة .. كان عز الدين نفسه يشعر بعاطفة قوية تجاه سامية، ويريد أن يجعلها أفضل من صباح التي سبقتها في التمثيل، وكان يؤمن بأن لديها من الموهبة ما يجعلها أفضل ممثلة فى مصر، فأشفق عليها رشدي أباظة وتحدث مع عز الدين ألا يجهدها ، بدأت سامية تهتم برشدي بعد أن رأت ميله الشديد تجاه الفاتنة الشقراء صباح ، والغريب في الأمر أن زوجته بربارا كانت تحضر أثناء تصوير الفيلم، وبعد فترة لم تعد تتابع رشدي وبطلاته ، وسرعان ما انفصل رشدي عن زوجته وازداد اهتمام سامية به كثيراً وشعر أن هناك قلباً آخر يهتم به ويبادله حباً صادقاً ، خصوصاً أن سامية عرفت كيف تمتلك قلب ابنته الصغيرة قسمت ، وكانت من أمنياتها أن تكون زوجة لرشدي ليكون عوضاً عن الرجل الذي أحبته من قبل وهو فريد الأطرش ولم تتوج قصة حبها معه بالزواج .. وجد رشدي ترحيباً من والده تجاه سامية وارتياحاً وحباً من جانب طفلته قسمت فما كان منه إلا أنه فاتح سامية في أمر زواجهما .. ورغم أن كثيرا من الصحف والمجلات بدأت الكشف عن قصة حب رشدي وسامية وخروجهما كثيراً للتنزه وحدهما ومع ابنته إلا أن سامية طلبت من رشدي مهلة لدراسة الأمر وأن يمهلها فترة لتفكر، وسألها عن المهلة فقالت : شهر كويس ؟ فقال لها :هو أسبوع واحد مفيش غيره .. وتركها رشدي في الحادية عشرة مساء وفي اليوم التالي في عمارة ليبتون بالزمالك حيث تسكن سامية دق جرس الباب وفتحت لتفاجأ برشدي أباظة ومعه المأذون واثنان من الشهود ليشهدا على عقد قرانهما ، وكانت تلك المفاجأة أروع ما تمنته سامية في حياتها وتم الزواج في 21 سبتمبر 1962 .

كانت سامية تعرف قيمة الرجل الذي تزوجته وتعرف أيضاً ميله الشديد للنساء، فحرصت أن يكون بيته واحة ترفرف عليها السعادة والحب وعرفت كيف تغنيه عن نساء العالم ، وكان لقسمت نصيب كبير في قلبها وفي رعايتها ، ورغم أنها كانت تعمل في نفس مجاله إلا أنها كانت بعد الانتهاء من التصوير تعود مسرعة إلى البيت لتعد له الأطعمة التي يحبها، وتشرف على نظافة المنزل وتستقبل المكالمات التليفونية والسيناريوهات من المخرجين ليقرأها رشدي ويوافق عليها أو يرفضها .. ومن الطريف أن تسلمت يوماً سيناريو فيلم أرسله فطين عبد الوهاب داخل مظروف ، وأخبرت رشدي بأمر السيناريو، فأمسك بالمظروف وفتحه واندهش عندما أخرج السيناريو وقرأ اسم الفيلم على الغلاف ، وكان الفيلم "الزوجة 13" ، ثم ناوله لسامية وانفجر ضاحكاً ، وازدادت دهشته عندما قرأ السيناريو ووجد تشابها كبيراً بين مراد سالم بطل الفيلم الثري الذي يهوى الزواج من النساء وحياته الخاصة .. استشعر رشدي حرجاً وخشي من رأي سامية بعد أن قرأت السيناريو وعرفت أن أوصاف البطل تنطبق عليه، لكنها شجعته على قبول الفيلم والقيام بالدور .

استمر زواج سامية جمال ورشدي أباظة قرابة الـ 18 عاماً ورغم أنها احتوت نزوة زواجه من صباح ودفعته إلى طلاقها في أسرع وقت إلا أنها وجدته منهمكاً في الشراب والتدخين، ونبهته مراراً لخطورة ذلك على صحته ودب بينهما الخلاف لتنتهي أجمل قصة في الوسط الفني بالطلاق .. وبعد فترة انفصال توسط عدد من الأصدقاء لعودتهما ولكن باءت المحاولات بالفشل ، وتزوج رشدي نبيلة أباظة قرابة الستة أشهر وبعد أن حاصره المرض قرر الانفصال عنها حتى لا يشقيها معه ، خصوصاً وقد شعر أنها أيامه الأخير .. ورحل رشدي أباظة وكانت سامية جمال هي الشخص الوحيد الذي يتمنى رشدي رؤيته قبل أن يفارق الحياة .. اتصل بها سمير صبري وأخبرها بوفاة رشدي .. انهارت سامية وسقطت على الأرض ، وبعد أن تمت مراسم الدفن اتصلت في المساء بالماكيير محمد عشوب وطلبت منه أن يصحبها إلى قبر رشدي .. وهناك تركها عشوب وابتعد ووقفت سامية والدموع تنهمر من عينيها على حبيب عمرها .