قال
الدكتور أيمن عبد الوهاب، خبير الشئون الأفريقية بمركز الأهرام للدراسات
السياسية والاستراتيجية، إن الوضع الحالي في قارة أفريقيا ليس قاصراً على تواجد
الدول الأربعة «قطر وتركيا وإيران وإسرائيل»، مضيفاً أن منطقة القرن الأفريقي
والبحيرات العظمى الأفريقية شرق القارة تشهد تنافساً دولياً كبيراً لاستغلال
مواردها.
وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم"
أن هناك دول تسعى لتأجير قواعد عسكرية وإقامتها هناك وكذلك شركات عالمية عملاقة
تستثمر في المواد الأولية التي تزخر بها القارة، موضحاً أن التنافس الدولي هو تحدي
كبير للسياسة المصرية وخاصة أن هذا التنافس يعظم من طموحات الدول الأفريقية ما
يعني مزيد من التحديات لحجم علاقاتها مع مصر.
وأوضح عبد الوهاب أن الأمر يرتبط بمدى قدرة
مصر على خلق قيمة مضافة وخاصة أن هذا التنافس يتعارض مع مصالح مصر التاريخية خاصة
في ملف مياه النيل لأن أغلب الاستثمارات في القارة السمراء هي في الزراعة والموارد
المائية، مؤكداً أن المخاطر والصعوبات قائمة والتحدي هو كيف تزيد مصر من دورها
ومكانتها في القارة.
وأشار الخبير السياسي إلى أنه يجب وضع
استراتيجية تلتزم بها كافة مؤسسات الدولة الرسمية وغير الرسمية والمجتمع المدني
بأولويات واضحة، مضيفاً أن موارد مصر لا تستطيع منع الدول الأخرى من تعميق مصالحها
مع القارة السمراء إنما تعظيم التعاون بشكل لا يعطي لأي دولة أخرى القدرة على
الإضرار به.
وأكد أن تركيا لها مشروع ممتد إقليمياً
وتسعى للتواجد في القارة التي تشهد تنافس دولي كبير وكذلك إيران، مضيفاً أن
التعاون السوداني التركي الأخير مرتبط بمأزق داخلي في السودان وخاصة أن النظام
السوداني يعاني من مشاكل متعددة مرتبطة بالاستقرار والإصلاح الاقتصادي ويحتاج لدعم
من أطراف أجنبية.
وأضاف عبد الوهاب أن إسرائيل ليست طرفاً
جديداً في القارة إنما تحاول مع بقية الدول مثل تركيا وإيران وتركيا والصين
وأمريكا واليابان أن تعمق مصالحها وهذا يلقي على مصر بصعوبات للحفاظ على مكانتها
وتواجدها.