«عربية النواب»: ضرورة توطيد علاقاتنا الأفريقية لمواجهة التحديات
برلماني: نحاول التواصل مع البرلمانات الأفريقية لإفشال مخططات تدمير
القارة
برلمانية: نسعى لتحقيق الامتداد الطبيعي لمصر في أفريقيا
وضع أعضاء مجلس النواب، خطة دبلوماسية جديدة للتصدي لتلاعب بعض الدول
الداعمة للإرهاب في القارة الإفريقية، وهذا ما ظهر جليًا خلال الفترة الأخيرة عبر
الأزمات والتدخلات غير المبررة داخل القارة السمراء، مؤكدين أن «إيران وإسرائيل
وتركيا وقطر» تمثل رباعي التآمر داخل القارة الإفريقية، ويسعون دائمًا لضرب
العلاقات بين أبناء القطر الواحد واستغلال الأزمات وافتعال الفتن بين الدول
الإفريقية، مشددين على أن تلك الدول تعكف صراحة على الإضرار بمصالح مصر في
شتى المجالات.
واتفق النواب على أهمية التواصل مع البرلمانات الأفريقية، لمواجهة
مخططات تركيا وقطر وإيران وإسرائيل، في محاولة نزع علاقات مصر الأفريقية، سواء
بالمخططات الإرهابية التي يحاولون تنفيذها داخل مصر أو القارة، لافتين إلى إيضاح
الأمور بعد تنازل السودان عن جزيرة "سواكن" لتركيا، مؤكدين أن هذه
المخططات لن تؤثر على مصر أو تضغط عليها، نظرًا لدور النواب في التواصل مع الدول
الأفريقية المختلفة للتعاون وتقريب وجهات النظر في القضايا المختلفة التي تواجه
القارة وإيضاح هذه المحاولات للرأي العام وعدم الاستجابة لها.
دور البرلمان في مواجهة رباعي الشر
النائب صبحي الدالي، عضو لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، قال إن
مصر خلال الفترة الأخيرة مرت بظروف صعبة اقتصاديًا وسياسيًا ودوليًا، ولكن بعد
تولي الرئيس السيسي حكم البلاد بدأت مصر تأخذ وضعها الطبيعي واسترجاع ما تم فقدانه
خلال هذه الفترة، مشيرًا إلى أن هذا الأمر انعكس في تحركات مصر الأخيرة أفريقيًا
وعالميًا، واتجاهها للقارة الأفريقية لتوطيد العلاقات مرة أخرى وبشكل أقوى مما
كانت عليه.
وأضاف الدالي في تصريحات خاصة لـ«الهلال اليوم»، أن تركيا وإسرائيل
وإيران وقطر تسعى لعمل مناوشات داخل القارة الأفريقية لزعزعة الأمن والاستقرار
وتحديدًًا داخل مصر، موضحًا أن هذا الأمر هدفهم المنشود وهو عدم استقرار الأوضاع
في مصر وتأخرها دائمًا، حيث أنهم بدأوا بدعم الإرهاب داخل البلاد وزرع الفتنة بين
المصريين، ولكنهم فشلوا نظرًا لتماسكهم ووحدتهم لمواجهة هذا الأمر.
وأشار الدالي، إلى أن الحادث الإرهابي الأخير في كنسية حلوان أثبت
مدى تماسك المصريين في مواجهة الإرهاب، وتزايده يومًا بعد يوم، وفشل الفتن
الطائفية بين المسلمين والمسيحيين الذين يريدونها، مضيفًا أن هذا الأمر جعلهم
يتجهون لحرب مصر خارجيًا مع دول القارة الأفريقية الأخرى لنزع العلاقات
الدبلوماسية بينهم، مثل زيارة الرئيس التركي أردوغان للسودان والحصول على جزيزة
«سواكن»، الأمر الذي يتطلب من البرلمان ووزارة الخارجية المصرية ضرورة التحرك
السريع للحفاظ على العلاقات المصرية السودانية وعودتها كما كانت.
وأكد النائب، أن البرلمان سيتواصل مع البرلمانات الأفريقية خلال
الفترة القادمة لتوطيد العلاقات فيما بينهم وزيادة الوحدة العربية والأفريقية بين
الدول داخل القارة السمراء، بعيدًا عن محاولات زرع الفتن والوقيعة بينهم، لافتًا
إلى أن الدبلوماسية المصرية ووزير الخارجية يعي كيفية التصرف في هذه المواقف،
فضلًا عن دور نواب البرلمان للتغلب على المشاكل التي تسعى هذه الدول لإحداثها، حيث
أن هذا الأمر هو دور البرلمان الأساسي، فالقارة الأفريقية هي عمق مصر التاريخي
باعتبارها جزء منها تنتمي مصر إليها وتنتمي دول القارة إليها.
ضرب علاقات مصر الدبلوماسية
بينما قال النائب أحمد أباظة، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس
النواب، إن البرلمان عليه دور كبير جدًا في توطيد علاقات مصر الأفريقية، موضحًا أن
لجان البرلمان وخاصة لجنة العلاقات الخارجية والشئون العربية والأفريقية متخصصة
بالأساس للتواصل مع البرلمانات المختلفة.
وتابع أباظة، لـ"الهلال اليوم"، أن البرلمان يسعى لتنمية
العلاقات المصرية الأفريقية بعد فترة طويلة من الإهمال لهذه العلاقات، مؤكدًا أن
إسرائيل وتركيا وإيران وقطر تسعى إلى هدم هذه العلاقات وزعزعة الاستقرار داخل
القارة السمراء، والدليل ما تقوم به تركيا في السودان ومحاولة إفشال العلاقات
المصرية السودانية.
وأوضح، أن نواب البرلمان يحاولون دعم العلاقات المصرية الأفريقية من
خلال الزيارات الرسمية والمشاركات المختلفة الدبلوماسية وغيرها لمواجهة الأخطار
التي تسعى الدول الأربع لتنفيذها في القارة الأفريقية، حيث أن قطر هي الممول
الرئيسي للإرهاب وتحاول فرض سيطرتها على الدول العربية من خلال التدخل في شئونها
وتهديد علاقاتها الدبلوماسية مع الدول الأخرى.
وتمنى أن ينجح البرلمان في مهمته بالتواصل مع البرلمانات الأفريقية
للتعاون لمواجهة هذه الدول وإفشال مخططاتها لتدمير العلاقات الدبلوماسية المصرية .
الامتداد الطبيعي في إفريقيا
وفي سياق متصل، قالت النائبة فايزة محمود، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي
بمجلس النواب، إن البرلمان عقد اجتماعات عدة لمناقشة ضغط الدول على مصر ومحاولاتها
للتأثير على موقف البلاد الدولي، مشيرة إلى أن هذا الأمر ظهر واضحًا في دور مصر
للدفاع عن قضية القدس سواء بتهديد الرئيس الأمريكي ترامب بوقف المساعدات أو قانون
حماية الأقباط، وذلك للضغط على مصر.
وتابعت "محمود"، لـ"الهلال اليوم"، أن تركيا
تحاول أيضًا هدم علاقات مصر الخارجية، تحديدًا مع السودان، بعد حصولها على جزيرة
"سواكن"، لافتة إلى أنها قامت بذلك نتيجة فشلها في توريط مصر بتدخل
عسكري في قضية القدس، ولكن مصر تواجه هذا الأمر من خلال توطيد علاقاتها البرلمانية
مع البرلمانات العربية والأفريقية لإفشال هذه المخططات الخبيثة.
وأشارت إلى أن الدليل على هذا الأمر إقامة شعائر صلاة الجمعة أمس في
"حلايب" كخطوة لدمج العلاقات بين الأهالي داخل المحافظات الحدودية،
موضحة أن الحكومة تقوم بعمل ندوات للتقريب بين وجهات نظر الأهالي في هذه المحافظات
والمسئولين، حيث أنها مناطق استراتيجية هامة، فضلًا عن التواصل مع الدول في القارة
السمراء خير محاولة للتصدي لما تفعله الدول التي تعادي مصر، وذلك من خلال
"الظهير الشعبي".
وأضافت، أن البرلمان يحاول تصحيح إهمال الأنظمة السابقة لمصر في
علاقاتها الدبلوماسية مع القارة السمراء، مؤكدة أنه لن يسمح لقوى الشر بتنفيذ
مخططاتها لإفشال هذه العلاقات، حيث بدأ البرلمان للتوغل داخل القارة الأفريقية
والتواصل مع الدول المختلفة لتقريب وجهات النظر في القضايا المختلفة، فهذا
الامتداد الجغرافي والحضاري الطبيعي لمصر، التي تعد جزء رئيسي للقارة، فإن التنازل
عن جزيرة سواكن لتركيا لن تسطيع من خلالها الضغط على مصر.