الأحد 24 اغسطس 2025

تحقيقات

الأسرى ثمن بقاء الحكومة.. سيناريوهات مرعبة تنتظر إسرائيل في غزة

  • 24-8-2025 | 12:26

قطاع غزة

طباعة
  • محمود غانم

تمضي إسرائيل في تنفيذ قرارها باحتلال مدينة غزة، متجاهلة ما إذا كان هذا التحرك سيحقق أهداف الحرب أم لا، لكنه بلا شك سيؤدي إلى إطالة أمد الصراع الذي يقارب عامه الثاني، ويخدم هذا المسار بقاء الحكومة الإسرائيلية، إذ يتمسك وزراء فيها بموقفهم القائل بضرورة استمرار الحرب حتى القضاء على حركة حماس، باعتبار أن ذلك الغطاء الذي يبرر المضي في سياسات تستهدف الوجود الفلسطيني.

الأسرى ثمن بقاء الحكومة

وفي حين تزعم إسرائيل أن هدفها من وراء احتلال مدينة غزة تحرير الأسرى لدى حماس، فإن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اطلع على سيناريوهات رعب تنتظر المحتجزين حال المضي قدمًا في خطة الاحتلال، بحسب إعلام عبري.

وشملت السيناريوهات أن حركة حماس قد تقتل أسيرًا وتلقي باللوم على إسرائيل، كما أنه ليس ببعيد أن يصيب الجيش الأسرى عن طريق الخطأ.

كما أن حماس قد تقوم بقتل أسرى بنفسها، خشية من اقتراب الجنود الإسرائيليين، وفق ما نقله إعلام عبري عن المناقشات الأمنية التي أجراها رئيس الوزراء، الخميس الماضي.

وقدر جيش الاحتلال استمرار القتال لتنفيذ هذه الخطة حتى عام 2026، موضحًا أنه سيتم استدعاء نحو 130 ألفًا من جنود الاحتياط، كما سيتم تمديد خدمة الناشطين منهم حاليًا في العمليات العسكرية نحو شهر، حسب بيان صادر عنه.

وأضاف أنه أصدر نحو 60 ألف أمر استدعاء للاحتياط، وأن نحو 20 ألفًا من جنود الاحتياط الذين جرى استدعاؤهم بالفعل، سيتلقون إشعارًا بتمديد فترة الاستدعاء.

غير أن صحيفة "هآرتس" العبرية نقلت عن مصادر في الجيش أن "تدمير مدينة غزة (فقط) فوق الأرض وتحتها كما حدث في بيت حانون يتطلب أكثر من عام"، حسب قولها.

واتهم مصدر عبري رئيس الوزراء بالسعي إلى تنفيذ خطة الاحتلال، لأن بغيرها لن يكون قادرًا على الحفاظ على تماسك الحكومة وسوف تتفكك، حسب ما نقله إعلام عبري.

ومن المعلوم أن وزراء متطرفين من بينهم وزيرا الأمن القومي إيتمار بن جفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، يهددون بالانسحاب من حكومة نتنياهو حال وقف الحرب، وهذا يعني سقوطها.

رفض التهدئة

وفي الأيام الأخيرة، تنصلت إسرائيل من مقترح وقف إطلاق النار في غزة لمدة 60 يومًا، كانت قد قبلت به الشهر الماضي، بعد أن قبلت به حركة حماس.

جاء ذلك على الرغم من أن استطلاعًا حديثًا للرأي أظهر أن 72 بالمئة من الإسرائيليين يؤيدون إبرام صفقة لإعادة الأسرى بغزة، في حين أن 62 بالمئة يعتقدون أن الحكومة لا تحظى حاليًا بثقة الإسرائيليين.

يأتي ذلك في حين يتصاعد الغضب الشعبي في البلاد، الذي تقوده عائلات الأسرى في غزة على شكل احتجاجات شعبية، للمطالبة بإبرام صفقة تبادل مع حماس.

وأعلنت العائلات، اليوم، إطلاق أسبوع من التصعيد الاحتجاجي يتضمن تظاهرات مستمرة، وصولًا إلى يوم تضامن واسع يوم الثلاثاء المقبل.

تحذير فلسطيني

وحذرت الخارجية الفلسطينية، اليوم، من أن إعادة احتلال مدينة غزة يهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع.

وبخصوص تفشي المجاعة، أوضحت الخارجية أنها "ليست طبيعية أو ناتجة عن شح الإمكانيات؛ بل هي سياسة إسرائيلية متعمدة تندرج في إطار ارتكاب جريمة استخدام التجويع كسلاح في الحرب".

وفي أول إعلان من نوعه منذ اندلاع الحرب، أكد تقرير صادر عن مقياس التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) وجود المجاعة في شمال غزة، متوقعًا امتدادها إلى محافظتي دير البلح في الوسط وخان يونس جنوبًا بحلول نهاية سبتمبر المقبل.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حربًا مدمّرة ضد قطاع غزة، خلّفت نحو 220 ألف شهيد وجريح فلسطيني، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال والمسنين، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة