في زمن سريع التغير تتبدل فيه الأذواق وتتصارع فيه الأصوات، تبقى أنغام ثابتة على عرش الغناء العربي كعلامة للجودة والصدق.
صوتها ليس مجرد خامة مميزة، بل تجربة إنسانية كاملة تحمل بين نبراتها وجعًا صادقًا ورسالة متجددة تمنح المستمعين الأمل وتمنح الفن روحًا لا تزول.
ورغم الأزمة الصحية التي تخوضها حاليا بعد إصابتها بمرض في البنكرياس وسفرها إلى ألمانيا لتلقي العلاج، لم تفقد النجمة إصرارها على العطاء.
فقد أطلت مؤخرا على جمهورها في حفل استثنائي بالمتحف المصري، لتثبت أن الفن بالنسبة لها ليس مهنة فحسب، بل حياة ومقاومة، ورسالة أمل لا تنكسر أمام الألم.
موهبتها التي تشكلت في بيت موسيقي حمل بصمة والدها الموسيقار محمد علي سليمان، قادتها منذ الرابعة عشرة إلى الإذاعة والتلفزيون المصري، ثم إلى انطلاقة قوية عام 1987 بألبوم "الركن البعيد الهادي"، لتبدأ رحلة فنية تجاوزت 27 ألبومًا على مدى 35 عاما من التألق، كان آخرها "تيجي نسيب" عام 2024.
لم تتوقف حدودها عند اللهجة المصرية، بل عبرت بصوتها إلى الخليج، لتغدو سفيرة للأغنية المصرية هناك.
كما خاضت تجارب ناجحة في التمثيل والتقديم، أبرزها برنامجها "أنغام" على قناة DMC عام 2022، الذي جمع بين العمق والدفء في حوارات موسيقية راقية.
وبينما تواصل أنغام رحلة علاجها، يثبت جمهورها أن العلاقة مع الفنان الحقيقي لا تتوقف عند حدود المسرح أو الألبوم؛ بل تمتد إلى مساحة أعمق من الحب والدعاء والدعم، لتبقى أنغام صوت استثنائي يغني للحياة رغم الألم.