في مثل هذا اليوم، 25 أغسطس 1900، رحل الفيلسوف الألماني فريدريك فيلهيلم نيتشه عن عمر ناهز 55 عامًا، بعد سنوات من العزلة والمرض العقلي، تاركًا خلفه إرثًا فلسفيًا لا يزال يُثير الجدل ويُلهم المفكرين حتى اليوم.
وُلد نيتشه في 15 أكتوبر 1844 في قرية روكن بمقاطعة ساكسونيا التابعة لبروسيا، لعائلة بروتستانتية متدينة، وكان والده قسًا لوثريًا حيث بدأ حياته الأكاديمية بدراسة فقه اللغة الكلاسيكي، ثم عُيّن أستاذًا في جامعة بازل وهو في الرابعة والعشرين من عمره، لكنه استقال لاحقًا بسبب تدهور صحته، وتفرغ للكتابة والتأمل الفلسفي.
فلسفة نيتشه
تميّز نيتشه بأسلوبه الأدبي العميق، وطرحه الجريء الذي تحدّى الأخلاق التقليدية والدين المسيحي، وركّز على إرادة القوة، ورفض العدمية، ودعا إلى تجاوز الإنسان العادي نحو ما أسماه "الإنسان الأعلى".
من أبرز أفكاره:
- نقد الأخلاق السائدة بوصفها أخلاق "العبيد"
- الدعوة إلى إعادة تقييم القيم الإنسانية
أبرز مؤلفاته
- هكذا تكلم زرادشت
- ما وراء الخير والشر
- أصل الأخلاق
- إنساني، مفرط في الإنسانية
- إرادة القوة (نُشر بعد وفاته)
سنوات العزلة والوفاة
في عام 1889، أصيب نيتشه بانهيار عصبي حاد، وفقد قدرته العقلية تمامًا، فعاش آخر سنواته في رعاية والدته ثم شقيقته إليزابيث فورستر نيتشه.
توفي في فايمار نتيجة التهاب رئوي وسكتة دماغية، ودُفن في مقبرة العائلة في روكن بجوار والده وأخيه.
رغم الجدل الذي أثارته أفكاره، يُعد نيتشه اليوم من أعمدة الفلسفة الغربية الحديثة، وقد أثّر في مفكرين كبار مثل سيجموند فرويد، جان بول سارتر، ميشيل فوكو، و مارتن هايدغر.