أكد الدكتور نزار نزال، المحلل السياسي الفلسطيني، أن المرحلة المقبلة في القطاع ستشهد دخانًا ونارًا، واجتياحًا وعمليةً عسكرية إسرائيلية متدرّجة، وفق خطط وضعتها هيئة الأركان الإسرائيلية، تقوم على تقطيع مدينة غزّة والمخيّمات المحيطة بها إلى مساحات جغرافية صغيرة، والسيطرة عليها شيئًا فشيئًا. وقال الدكتور نزار نزال، في حديث لـ"دار الهلال"، إن "أي سيناريو آخر غير هذا، لا أعتقد أنّنا سنراه في المستقبل القريب".
وشدّد على أنّ هذا التوجّه يهدّد القضية الفلسطينية، إذ إنّ إسرائيل لا تسعى إلى حلّ الصراع، بل إلى حسمه، والانتقال من مرحلة إدارة الصراع إلى مرحلة فرض واقع جديد بالقوة، وهو ما يجعل المرحلة المقبلة مرحلة نار بامتياز.
وأوضح السياسي الفلسطيني أن هذا التصعيد يرتبط ارتباطًا وثيقًا بملف التهجير، الذي يُعدّ الهدف المركزي وراء الاجتياح الشامل والاحتلال العسكري المباشر.
وأضاف أن "فتح الممرات، والقصف العشوائي، والتدمير المنهجي، كلّها وسائل تهدف إلى تهجير السكان من داخل قطاع غزّة، إمّا عبر البحر، أو من خلال مطار رامون، وإن تعذّر ذلك فإلى سيناء".
وأردف مؤكّدًا أنّ ما يجري اليوم وما سيجري في الأسابيع المقبلة مرتبط تمامًا بخطط تهجير الفلسطينيين من غزّة.
وبشأن الموقف الأمريكي، أوضح نزال أنه موقف "رخو" أو "مطاطي"، لا يعكس حقيقة الدور الأمريكي، فالولايات المتحدة شريك كامل في هذا المشروع حتى النخاع.
وتابع أنّ "قبول حركة حماس بالمقترح الأمريكي أحرج إسرائيل، لكننا لاحظنا أنّ الإسرائيليين لم يردّوا أصلًا؛ فنتنياهو لم يعبأ بالوسطاء ولا بالعالم، وماضٍ في حربه".
وقال إن التعامل مع ملف غزّة لم يعد بالنسبة إليه مسألة أمنية، بل وجودية، أي صراع وجودي لا صراع أمني، ولهذا تغيّرت طبيعة المواجهة.
وبرأيه، فإن ما نراه اليوم من وضوح في الموقف الإسرائيلي يؤكّد أنّ قبول حماس أو رفضها لا يغيّر شيئًا؛ فإسرائيل ماضية نحو الاجتياح، وإخضاع السكان الفلسطينيين للاحتلال العسكري المباشر، وما يصاحبه من تدمير وقتل، ولن يقف الأمر عند حدود غزّة.