حذر الدكتور مختار غباشي، الخبير السياسي والاستراتيجي، من خطورة المخطط الإسرائيلي الرامي إلى احتلال قطاع غزة، مؤكّدًا أن هذا التحرك يهدد بتصفية القضية الفلسطينية برمتها، ويدفع نحو مزيد من التصعيد في الشرق الأوسط.
وقال غباشي، في تصريحات لـ"دار الهلال"، إن الدعم الأمريكي الأعمى لإسرائيل في عدوانها على غزة يكشف عن خلل عميق في طبيعة العلاقات بين الولايات المتحدة والعالمين العربي والإسلامي، مشددًا على أن هذه العلاقات باتت بحاجة إلى مراجعة جادة من قبل الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.
وأضاف: "الولايات المتحدة لا تُقدِّر حجم وقيمة علاقاتها بالعالم العربي والإسلامي، بل تتعامل معها بما ينطوي على قدرٍ من الإهانة"، موضحًا أن قضيتي غزة والقدس ليستا شأنًا فلسطينيًا داخليًا فقط، وإنما مسؤولية عربية وإسلامية في المقام الأول.
وأشار الخبير السياسي إلى أن أمريكا وإسرائيل تجاوزتا حدود الأدب السياسي، في ظل غياب القدرة أو الرغبة لدى الدول العربية والإسلامية لاتخاذ مواقف حاسمة تجاههما، لافتًا إلى أن المقررة الأممية الخاصة بالأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، أكدت أن مجرد تهديد بعض الدول العربية بقطع العلاقات مع واشنطن وتل أبيب كان كفيلًا بوقف المجازر في غزة، لكن ذلك لم يحدث.
وتابع: "للأسف، بيانات العالم العربي والإسلامي لا ترقى إلى مستوى بعض المواقف الأوروبية؛ ففي هولندا استقال ثمانية وزراء – بينهم وزير الخارجية – احتجاجًا على عدم فرض عقوبات على إسرائيل، بينما لم يجرؤ أي بلد عربي على اتخاذ خطوة مشابهة أو حتى التلويح بها".
وأكد غباشي أن التقاعس العربي والإسلامي بلغ حد الفشل في إدخال المساعدات الإنسانية والدوائية لمليوني فلسطيني يتضورون جوعًا في غزة، في وقت يواصل فيه المسؤولون الأمريكيون، وعلى رأسهم الرئيس دونالد ترامب، دعمهم المطلق لإسرائيل بلا أي رادع.
وشدد على أن خطورة ما يجري لا تقتصر على إعادة احتلال غزة وتثبيت أقدام إسرائيل فيها، بل تمتد إلى ضياع القضية الفلسطينية وإنهاء أي أمل في قيام الدولة الفلسطينية، محذرًا من أن استمرار هذا الوضع ينذر بمخاطر كبيرة على دول الشرق الأوسط الصامتة حيال ما يجري.
كما لفت إلى أن إصرار حركات المقاومة على مواجهة إسرائيل – مثل الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان، إلى جانب الفصائل الفلسطينية – يعكس أن المشهد الإقليمي يتجه نحو مزيد من التصعيد والانفجار، خصوصًا مع استمرار الضربات الإسرائيلية على جنوب لبنان، وعدم وجود خيار أمام الفلسطينيين سوى الدفاع عن أرضهم أو الموت.