في واحدة من أغرب القرارات المتعلقة بمجال الطيران، طلبت الخطوط الجوية البريطانية من 20 راكبًا مغادرة طائرة متجهة من فلورنسا إلى لندن، رغم أنهم لم يرتكبوا أي خطأ، وذلك بعدما تبيّن أن الطائرة باتت ثقيلة للغاية بحيث لا يمكنها الإقلاع بأمان.
وبحسب صحيفة ميرور، فإن الحادثة التي وقعت في 11 أغسطس الجاري، جاءت في ظل موجة حر شديدة ضربت إيطاليا، وتسببت في كثافة الهواء، ما أجبر الطاقم على تحميل كميات أكبر من الوقود لضمان وصول الطائرة إلى الارتفاع المطلوب.
ولفتت الشركة إلى أن هذه الزيادة في وزن الوقود كانت السبب المباشر في إزاحة بعض الركاب من على متن الرحلة، على الرغم من أنهم لم يفعلوا شيئًا سوى حجز مقاعدهم مثل بقية المسافرين.
وزادت المشكلة تعقيدًا بسبب قِصر مدرج مطار "أمريغو فيسبوتشي" في فلورنسا، الذي لا يتجاوز نصف طول مدرج مطار "غاتويك" البريطاني، مما يفرض قيودًا إضافية على عملية الإقلاع.
وأوضحت إحدى الراكبات أن قائد الطائرة أبلغ المسافرين بأن درجات الحرارة التي بلغت نحو 35 درجة مئوية تفرض تشغيل المحركات بوقود إضافي، وهو ما استلزم في البداية إنزال 36 راكبًا، لكن العدد انخفض لاحقًا إلى 20 فقط.
وفي تعليق رسمي، أكدت الشركة أن الطقس الحار والمدرج القصير تسبّبا في ضرورة تخفيف الحمولة، مقدّمة اعتذارها عن الإزعاج، ومشددة على أن طواقمها عملت على نقل الركاب الذين تم إنزالهم إلى وجهاتهم بأسرع وقت.
من جانبه، حذّر خبير الطيران في جامعة "ريدينغ"، الدكتور جوني ويليامز، من أن مثل هذه الحالات ستصبح أكثر شيوعًا في ظل تغير المناخ، موضحًا أن "الأيام شديدة الحرارة التي تجبر المطارات الصغيرة على خفض أوزان الطائرات كانت تحدث يومًا واحدًا في الصيف، لكنها قد تتكرر ثلاث أو أربع مرات أسبوعيًا بحلول ستينيات هذا القرن".