الثلاثاء 26 اغسطس 2025

طبيب الهلال

دراسة حديثة: النظام الغذائي المتوسطي يحمي العقل من الزهايمر حتى مع الاستعداد الوراثي

  • 25-8-2025 | 14:37

النظام الغذائي المتوسطي

طباعة
  • غادة مصطفي

في ظل الارتفاع المتزايد في معدلات الإصابة بمرض الزهايمر حول العالم، تكشف دراسة علمية جديدة أن النظام الغذائي المتوسطي قد يشكل خط دفاع فعّالًا، ليس فقط في حماية الذاكرة مع التقدم في العمر، بل أيضًا في التخفيف من أثر العوامل الوراثية التي تزيد خطر الإصابة بالخرف، كشفت دراسة علمية حديثة، نشرت في مجلة Nature Medicine، عن أن الالتزام بالنظام الغذائي المتوسطي يمكن أن يشكل حماية فعالة ضد الإصابة بالخرف، بل ويقلل من التأثير السلبي للعوامل الوراثية المرتبطة بمرض الزهايمر.


الدراسة التي قادها باحثون من Mass General Brigham وكلية هارفارد للصحة العامة ومعهد برود التابع لـ MIT وهارفارد، أوضحت أن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالزهايمر وراثيًا استفادوا بصورة أكبر من اتباع النظام الغذائي المتوسطي، حيث ظهر لديهم انخفاض أوضح في معدلات الإصابة بالخرف مقارنةً بغيرهم، وتقول الدكتورة يوكسي ليو، المؤلفة الرئيسية للدراسة: "النظام الغذائي المتوسطي هو النمط الغذائي الوحيد الذي ثبتت فوائده المعرفية في تجارب علمية محكمة أردنا أن نعرف ما إذا كان تأثيره يختلف تبعًا للخلفية الجينية، وكذلك نفهم دوره في التأثير على المستقلبات الموجودة في الدم، وهي الجزيئات التي تعكس كيفية معالجة الجسم للطعام وأداء وظائفه الحيوية".


ويعتبر مرض ألزهايمر من أبرز أسباب التدهور العقلي في العالم، وتُشير الأبحاث إلى أن العوامل الوراثية قد تسهم بما يصل إلى 80% من احتمالية الإصابة ومن بين الجينات المرتبطة بالمرض، يبرز جين APOE بوصفه العامل الأخطر فحاملو نسخة واحدة من المتغير الجيني APOE4 ترتفع لديهم الخطورة بمقدار 3 إلى 4 مرات، بينما ترتفع الخطورة إلى 12 ضعفًا عند من يحملون نسختين من هذا المتغير.

للتأكد من العلاقة بين النظام الغذائي والمتغيرات الجينية، تابع الباحثون أكثر من 4 آلاف امرأة ضمن دراسة الممرضات منذ عام 1989 حتى 2023، إضافةً إلى ما يقرب من 1500 رجل في دراسة أخرى امتدت من 1993 حتى 2023. وقد شملت التحليلات أنماطهم الغذائية، عينات الدم، والبيانات الجينية، إلى جانب اختبارات معرفية طويلة المدى.


 ولذلك جاءت النتائج واضحة الأشخاص الأكثر التزامًا بالنظام الغذائي المتوسطي كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف، كما أن التراجع في القدرات العقلية لديهم كان أبطأ بكثير والأهم أن التأثير الإيجابي كان أقوى عند الفئة الأكثر عرضة وراثيًا، مما يشير إلى أن الغذاء يمكن أن يخفف من تأثير الجينات.


وتضيف ليو:"الرسالة الأهم أن النظام الغذائي المتوسطي قد يكون وسيلة بسيطة وفعالة لتقليل خطر الخرف، وهو مفيد للجميع، لكنه أكثر أهمية لمن لديهم تاريخ وراثي قوي مع المرض"، ورغم قوة النتائج، أشار الباحثون إلى بعض القيود، منها أن غالبية المشاركين كانوا من أصول أوروبية ومستوى تعليمي مرتفع، ما يتطلب تكرار الدراسات في بيئات أكثر تنوعًا، كما أن الجينات والتمثيل الغذائي لا تزال بعيدة عن الاستخدام العملي في التنبؤ الطبي اليومي، ويأمل فريق البحث في أن تفتح هذه النتائج الباب أمام تدخلات غذائية أكثر تخصيصًا في المستقبل، عبر استهداف جزيئات معينة في الدم ترتبط مباشرة بصحة الدماغ.

أخبار الساعة