قال الرئيس الكوري الجنوبي "لي جيه ميونج" إن بلاده ستزيد الإنفاق الدفاعي في إطار الجهود للعب دور قيادي أكبر في تعزيز الوضع الأمني في شبه الجزيرة الكورية.
وأضاف "لي"، خلال خطابه في المركز الأمريكي للدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن عقب قمته الأولى مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، وفقا لوكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب" اليوم /الثلاثاء/ ، أن كوريا الجنوبية ستتولى دورا قياديا أكبر في الحفاظ على الأمن في شبه الجزيرة الكورية.. وأولا وقبل كل شيء، سنزيد الإنفاق الدفاعي دون هدف محدد، ستستخدم زيادة ميزانية الدفاع لاقتناء أحدث التقنيات المتقدمة والحصول على الأصول لتعزيز قدرات الجيش الكوري الجنوبي.
جاءت التصريحات وسط ضغوط متزايدة من واشنطن على سول لزيادة الإنفاق الدفاعي وتقاسم المزيد من أعباء تمركز القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية البالغ قوامها 28,500 جندي.
ودعت إدارة ترامب حلفاءها الآسيويين إلى رفع الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي كهدف يتماشى مع التزامات أعضاء منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وبلغت نفقات كوريا الجنوبية الدفاعية 61.2 تريليون وون (44.2 مليار دولار أمريكي) لهذا العام، وهو ما يمثل 2.32% من ناتجها المحلي الإجمالي .
وقال "لي" إنه وترامب ناقشا القضايا الأمنية بما في ذلك كيفية تحديث التحالف مؤكدا أن التزام واشنطن بالدفاع عن سول والحفاظ على الجاهزية الدفاعية المشتركة يظل ثابتا وحازما.
وأفاد بأنه والرئيس ترامب اتفقا على تحديث التحالف الثنائي ليكون أكثر تبادلية وتوجهاً نحو المستقبل، بما يتماشى مع الظروف الأمنية المتغيرة.
كما تعهد الرئيسان بالعمل بشكل وثيق على إنشاء السلام وتحقيق نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية.
وأكد "لي" ضرورة الامتثال الصارم بالالتزامات المنصوص عليها في معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية في العام 1968.
وأضاف أن كوريا الجنوبية ستلتزم بنظام المعاهدة وبتعهداتها لنزع السلاح النووي.
وانضمت كوريا الجنوبية إلى المعاهدة كدولة غير نووية بينما أعلنت كوريا الشمالية عن الانسحاب منها من جانب واحد في عام 2003.
من جهته، قال مستشار الأمن الوطني الكوري الجنوبي "وي سونج-لاك" اليوم /الثلاثاء/ للصحفيين في واشنطن إن الرئيس الكوري الجنوبي "لي جيه ميونج" والرئيس الأمريكي دونالد ترامب توصلا إلى توافق في الآراء بشأن توسيع التعاون في مجال بناء السفن وأجريا محادثات مثمرة حول التعاون في مجال الطاقة النووية».
وتسعى سول إلى مراجعة الاتفاق النووي الثنائي مع واشنطن الذي يحظر على سول إعادة معالجة اليورانيوم وتخصيبه.
وتأمل كوريا الجنوبية منذ فترة طويلة في الحصول على قدرات تخصيب اليورانيوم وإعادة معالجته لإكمال دورة الوقود النووي، حيث ترى أن هذه القدرات ضرورية لمعالجة مخاوفها المتعلقة بأمن الطاقة والبيئة، ومساعدة عروضها التصديرية.
وتتوخى واشنطن الحذر تجاه رفع القيود المفروضة في الاتفاقية، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى مخاوف من انتشار الأسلحة النووية، بالنظر إلى أن منشأة إعادة المعالجة يمكن استخدامها لاستخراج البلوتونيوم المستخدم في صنع الأسلحة النووية.
ويمكن أن يشمل التعاون في قطاع الطاقة النووية المشاورات المقبلة.
وخلال اجتماع مائدة مستديرة للأعمال في وقت سابق من اليوم، قال "لي" إن كوريا الجنوبية ستوسع شراكاتها مع الولايات المتحدة في مجالي الطاقة النووية من الجيل التالي وتطوير المفاعلات النووية الصغيرة المعيارية.
وناقش "لي" و"ترامب" أيضًا المسار المستقبلي للتحالف الأمني بين البلدين، حيث أشار مستشار الأمن الوطني الكوري الجنوبي "وي سونج-لاك" إلى وجود «إجماع واسع» على المضي قدما في «تحديث التحالف» لتعزيز الموقف الدفاعي المشترك.