أكد السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أن إسرائيل تتعامل مع وضع وقف إطلاق النار في قطاع غزة ليس فقط باستخفاف، بل أيضًا بمراوغة وسوء نية، رغم الجهود المصرية القطرية لوقف نزيف الدم الفلسطيني.. وقال: إن الحكومة الإسرائيلية تتحدث في العلن عن خطط لإعادة احتلال مدينة غزة وأجزاء من القطاع، وفي الوقت نفسه ترسل فريقًا للتفاوض حول وقف إطلاق النار.
وأضاف السفير حسام زكي، في لقاء مع الإعلامية هدير أبوزيد، في برنامج (كل الأبعاد) المذاع عبر قناة (إكسترا نيوز) - أن الموقف في غزة يشهد وضعا عبثيا للغاية، رغم الجهود العربية المكثفة المبذولة.
وكشف عن أن مفاوضات وقف إطلاق النار في ظل هذه التصريحات والخطط العسكرية لا تستقيم.. معربا عن اندهاشه بالقول "على أي أساس تجري المفاوضات إذا كانت إسرائيل تخطط وتعلن عن عمليات عسكرية جديدة على الأرض".
وأشار إلى أن تعنت إسرائيل وتراجعها عن التزاماتها السابقة أفقد المفاوضات الجدية المطلوبة، ما أدى إلى بقاء الوضع.. "لا يراوح مكانه، ويتجه إلى التعقيد"، لافتًا إلى أن الشعب الفلسطيني في غزة هو من يدفع الثمن الباهظ جراء استمرار هذه السياسات.
ووصف السفير حسام زكي الموقف الأمريكي تجاه الحرب في غزة بالـ"مربك"، موضحا أن الخطاب الأمريكي معلن فيه إرادة سياسية ورغبة في إحلال السلام وإنهاء الحروب، سواء في غزة أو أوكرانيا، وعبر عن ذلك الرئيس الأمريكي وأركان إدارته، إلا أن الممارسة اليومية تسير في اتجاه مُغاير، يتمثل في تأييد معروف من الجانب الأمريكي لإسرائيل في كل شئ.
ولفت إلى أن هذا الموقف الأمريكي المؤيد لإسرائيل يزداد عزلة، خصوصًا في ظل تحركات أوروبية بارزة، تشمل نيات للاعتراف بالدولة الفلسطينية وإجراءات ضد المستوطنين الذين يمارسون العنف ضد الفلسطينيين.
وأكد أن استمرار واشنطن في هذا النهج لا يساعد في إنتاج أفكار أو حلول بديلة يمكن أن تكون مخرجا من المأزق الحالي للجميع المُتسبب فيه الجانب الإسرائيلي.
وحول الموقف الأوروبي من الاعتراف بدولة فلسطين، قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية إن "الموقف الأوروبي غير متجانس ومتفاوت في الاعتراف بالحقوق الفلسطينية، وأن هناك دولا مؤيدة للموقف الفلسطيني، وهناك دولا أخرى متحفظة ومتفهمة للدوافع الإسرائيلية في التحرك، كما أن هناك عددًا من الدول، عددهم ليس كبيرا، ترفض توقيع عقوبات على إسرائيل ومنع تصدير السلاح".
وبسؤال عن جهود الجامعة العربية لوقف الحرب في غزة، قال السفير حسام زكي: إن "الجامعة جزء من منظومة أكبر تعمل منذ أكثر من عامين، وهي اللجنة العربية الإسلامية المنبثقة عن القمة العربية الإسلامية التي انعقدت في الرياض قبل عامين، وأعقبها اجتماع مماثل بعد عام واحد، وتترأسها المملكة العربية السعودية، وهي لجنة معنية بجهود وقف الحرب في غزة من جانب الدول العربية والإسلامية، وأن الأمين العام للجامعة يشارك في عضويتها بحكم منصبه".
وأشاد بجهود اللجنة في إقناع المجتمع الدولي بضرورة التحرك، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن إقناع العالم يتطلب ممارسة ضغوط على إسرائيل، وهو ما لا تستطيع القيام به سوى الولايات المتحدة، وبدرجة أقل الاتحاد الأوروبي.
كما لفت إلى أنه لا توجد فرصة للحديث مع الولايات المتحدة للضغط على إسرائيل أو فرض عقوبات عليها، لكن مع الاتحاد الأوروبي الكلام متاح للنقاش، رغم أن بعض الدول الأوروبية تعارض هذه التوجهات، ما يؤدي إلى تعطيل القرارات وكسر الإجماع.
وأشار إلى أن الأزمة الأخيرة في هولندا كشفت حجم الانقسام الداخلي هناك، إذ انقسم الوزراء بين فريق يطالب بفرض عقوبات على إسرائيل ومنع تصدير السلاح إليها، وفريق آخر يدافعون عن إسرائيل ، معربًا عن اعتقاده بأن هذه الخلافات لن تستمر طويلاً، والضريبة والثمن دماء فلسطينية تدفع على الأرض.
وتابع:"هناك تغير واضح في الموقف الأوروبي والدولي تجاه الحرب في غزة، ولم تكن تفكر بهذه الطريقة قبل عام واحد فقط".