الأربعاء 27 اغسطس 2025

ثقافة

الكلمة في وجه الاستعمار.. تجربة علي الغاياتي بين الشعر والصحافة

  • 27-8-2025 | 14:37

علي الغاياتي

طباعة
  • دعاء برعي

يحتل الشاعر والصحفي علي الغاياتي مكانة عظيمة في ذاكرة النضال الوطني، باعتباره واحدًا من أبرز الأصوات التي سخّرت الكلمة في مواجهة الاحتلال البريطاني، واتخذت من الشعر والصحافة منبرًا للمقاومة الوطنية، في وقت كانت فيه الكلمة تُواجه بالقمع والمنفى.. كان علي الغاياتي ضميرًا حيًا لمرحلة مضطربة من تاريخ مصر، آمن بأن الوطنية موقف، وأن الصحافة والشعر أدوات مقاومة، لا مجرد وسائط تعبير.

ميلاده ونشأته

وُلد علي الغاياتي في 24 أكتوبر عام 1885 بمدينة دمياط، وتلقى تعليمه في كُتّاب بلدته فأتم حفظ القرآن الكريم، قبل أن ينتقل إلى القاهرة للدراسة في الأزهر الشريف، وهو ما أتاح له تكوين خلفية دينية وثقافية متينة، انعكست لاحقًا في توجهاته الفكرية والوطنية.

حياته المهنية

بدأ الغاياتي مسيرته الصحفية في مطلع القرن العشرين، حيث كتب في صحف بارزة مثل "الجوائب المصرية" تحت إشراف خليل مطران، كما تعاون مع صحف الحزب الوطني التي أسسها مصطفى كامل، من بينها جريدتا "اللواء" و"العلم"، واللتان تبنّتا خطابًا وطنيًا حادًا ضد الاستعمار البريطاني.

وانتقل الغاياتي خلال تجربته ليصدر ديوانه الشهير "وطنيتي" عام 1910، الذي ضم مجموعة من القصائد الوطنية الحماسية، وقدمه اثنان من رموز الحركة الوطنية: الزعيم محمد فريد، والمفكر عبد العزيز جاويش. أثار الديوان حفيظة سلطات الاحتلال، التي اتهمته بالتحريض السياسي، فخضع مع مقدّمي الديوان للمحاكمة، ما اضطره إلى مغادرة مصر واللجوء إلى المنفى.

غادر الغاياتي مصر أولًا إلى تركيا، ثم استقر في جنيف بسويسرا، وهناك واصل نضاله الوطني من خلال الصحافة، وفي 1922، أسّس صحيفة "منبر الشرق"، الناطقة باللغتين العربية والفرنسية، والتي تبنّت الدفاع عن قضايا الاستقلال في الشرق العربي، وعلى رأسها القضية المصرية. استمر في إصدار الصحيفة من جنيف حتى 1937، قبل أن يعود إلى مصر ويعيد إصدارها من القاهرة.

وبعد قرابة الثلاثة عقود في المنفى، عاد الغاياتي إلى مصر، حيث أعاد طباعة ديوانه "وطنيتي" عامي 1938 و1947، مضيفًا إليه قصائد جديدة وسردًا تاريخيًا لتجربته الشعرية والنضالية. رغم تواريه عن الأضواء في سنواته الأخيرة، ظل يحمل همّ الوطن، مؤمنًا بأن الكلمة الحرة تظل أقوى من أي قيد.

أعماله
-ديوان "وطنيتي" (1910)، والذي جمع فيه قصائده الوطنية الثائرة التي هاجمت الاحتلال الإنجليزي والخديو عباس الثاني، ما أدى إلى صدور حكم غيابي ضده، واستعداده للهرب من مصر 
-ديوان "هجرتي".
-ديوان "فجر الثورة".
-ديوان "على هامش الحج".
-ديوان "قلة ذوق". 
وله أيضًا كتاب بعنوان "القول الوافي في علمي العروض والقوافي".

وفاته

توفي علي الغاياتي في 27 أغسطس 1956 بالقاهرة، بعد مسيرة حافلة بالالتزام والشجاعة الأدبية والسياسية، ونعته الإذاعة المصرية وكتّاب عصره باعتباره أحد "أبطال الكلمة" في زمن الاستعمار، وأحد الأصوات التي لم تساوم على مبادئها.

الاكثر قراءة