قالت هبة التميمي، مراسلة قناة القاهرة الإخبارية في بغداد، إن القوات الأمريكية بدأت فعليًا بالانسحاب التدريجي والجزئي من عدد من المواقع الرئيسية في العاصمة العراقية، ومن بينها قاعدة فيكتوريا الواقعة داخل مطار بغداد الدولي، بالإضافة إلى مقر العمليات المشتركة.
وأضافت أن مشاهدات ميدانية أظهرت ارتالًا عسكرية تنقل معداتها الثقيلة إلى إقليم كردستان، وسط تقديرات مراقبين بأن هذه الخطوة تأتي في إطار إعادة التموضع والانتقال إلى بيئة أكثر أمانًا بالنسبة للتحالف الدولي.
وأضافت التميمي، خلال مداخلة مع قناة القاهرة الإخبارية، أن هذا الانسحاب الجزئي أثار تساؤلات بشأن مستقبل الوجود الأمريكي في العراق، خاصة بعد ما تردد عن نية التحالف الدولي تقليص وجوده في بغداد والاكتفاء بمواقع محدودة في إقليم كردستان.
وأشارت إلى أن بعض الوكالات تحدثت عن انسحاب كامل قريبًا من مقر العمليات المشتركة وقاعدة عين الأسد، لكن السفارة الأمريكية في بغداد نفت دقة تلك الأنباء، مؤكدة أن جدول الانسحاب المتفق عليه في البيان المشترك الصادر بتاريخ 27 سبتمبر 2024 يمتد حتى سبتمبر 2026.
وأكدت التميمي أن الجدول المعلن يقضي بتقليص عدد القوات الأمريكية والإبقاء على نحو 500 عنصر فقط في أربيل، مع نقل وحدات أخرى إلى قواعد داخل سوريا وبعض المواقع في شمال العراق.
وشددت على أن هذا التوجه يعكس في جانب منه البعد الاحترازي، في ظل تحذيرات أمريكية من عودة نشاط تنظيم داعش على الحدود العراقية – السورية، وهو ما تعتبره واشنطن مبررًا للإبقاء على تواجد محدود في البلاد.
وأشارت التميمي في ختام حديثها إلى أن التباين في المواقف بين السفارة الأمريكية في بغداد ودوائر صنع القرار في واشنطن يعكس حالة من عدم الحسم النهائي، لافتة إلى أن الإدارة الأمريكية تلوّح بملفات إقليمية أخرى مثل سوريا والصومال كجزء من استراتيجيتها في مواجهة التنظيمات الإرهابية، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول ما إذا كان الانسحاب الجاري خطوة تكتيكية بحتة أم بداية لتغيير شامل في قواعد تموضع القوات الأمريكية في المنطقة.