انطلق، أمس الأحد أسطول بحري، من إسبانيا، يحمل كمية من المساعدات الإنسانية والنشطاء من كل أنحاء العالم، بهدف كسر الحصار الإسرائيلي الطويل على قطاع غزة عن طريق البحر، في أسطول يوصف بأنه الأكبر لدعم القطار المحاصر، في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة عليه قرابة العامين، وسط تصعيد جديد لاحتلال مدينة غزة، وارتفاع عدد ضحايا سوء التغذية والتجويع في ظل السياسات الإسرائيلية.
أسطول الحرية
الأسطول الذي يحمل اسم أسطول "الصمود العالمي"، انطلق من برشلونة إلى قطاع غزة، أمس الأحد، يحمل مساعدات إنسانية ونشطاء، وطالب النشطاء على متنه بممر آمن لإيصال المساعدات الضرورية وفتح ممر بحري إنساني، وفقًا لبيان لهم.
يضم الأسطول حوالي 50 قاربًا ووفودًا من 44 دولة، في أكبر محاولة حتى الآن لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة عن طريق البحر، والمستمر منذ 18 عامًا.
وقال المنظمون إن المزيد من السفن ستنضم إليهم في الأيام المقبلة، قادمة من موانئ إيطاليا وتونس، على الطريق من الطرف الغربي للبحر الأبيض المتوسط إلى قطاع غزة.
وقبل إبحار الأسطول، توافد آلاف المؤيدين على رصيف برشلونة، بعضهم يرتدي الكوفية ويهتفون "فلسطين حرة" و"قاطعوا إسرائيل" لتوديع قوارب الأسطول، التي ترفع الأعلام الفلسطينية.
وصرح المتحدث باسم الأسطول، سيف أبو كشك، للتلفزيون الإسباني العام بعد المغادرة، أنه من المتوقع أن يشارك حوالي 70 قاربًا في المرحلة الأخيرة من الرحلة، مضيفا أن الأسطول قد يصل إلى غزة في حوالي 14 أو 15 سبتمبر الجاري.
كذلك تشارك في الأسطول الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ، كانت متواجدة على متن السفينة مادلين، وكانت على متنها مع 11 شخصًا آخر التي توجهت إلى القطاع في يونيو الماضي، قبل أن يستولي عليها الاحتلال ويعيد ترحيل نشطائها إلى بلادهم.
وفي مؤتمر صحفي أمس، قالت ثونبرع إن: "القصة هنا تتعلق بفلسطين. القصة هنا هي كيف يُحرم الناس عمدًا من أبسط مقومات البقاء على قيد الحياة"، مضيفة: "لقد كان من الواضح جدًا أن إسرائيل تنتهك القانون الدولي باستمرار، إما من خلال مهاجمة القوارب، أو اعتراضها بشكل غير قانوني في المياه الدولية، أو منع وصول المساعدات الإنسانية باستمرار".
ويضم الأسطول مئات النشطاء والسياسيين، مثل رئيسة بلدية برشلونة السابقة، آدا كولاو، الممثل ليام كانينغهام، المعروف بدوره في مسلسل "صراع العروش" والصحفيين.
وانطلقت سفن محملة بأطنان من المساعدات الإنسانية من مدينة جنوة الإيطالية، وستنضم إلى الحملة في الأيام المقبلة.
ستكون سفينة "الصمود العالمية" المحاولة الرابعة لكسر الحصار البحري هذا العام حتى الآن، كانت سفينة "الضمير" أول محاولة لذلك وأبحري في مايو الماضي، لكنها تعرضت لهجوم بطائرات مسيرة بعد إبحارها من مالطا، وبعدها انطلقت السفينة "مادلين"، التي أوقفها الجيش الإسرائيلي، أما السفينة الثالثة فكانت "حنظلة"، في أواخر يوليو الماضي، واحتجز 21 ناشطًا وصحفيًا دوليًا وصادر حمولتها، بما في ذلك حليب أطفال وأغذية وأدوية، وفقًا لائتلاف أسطول الحرية.
إسرائيل تتوعد
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن خطة الاحتلال للتعامل مع السفينة، حيث أفادت "جيروزاليم بوست"، بأن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، عرض خطة على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، باعتقال المشاركين في هذه القافلة داخل سجني "كتسعوت" و"دامون"، وهما من المراكز المخصصة لاحتجاز متهمين بقضايا أمنية.
كذلك نقلت صحيفة "إسرائيل هيوم" عن مقربين من بن غفير قولهم: "بعد أسابيع في هذه السجون، سيندمون على قدومهم. يجب القضاء على رغبتهم في تكرار المحاولة"، وفقا لما أفادت الصحيفة، كذلك تشمل الخطة الإسرائيلية مصادرة عشرات السفن المشاركة في الحملة واستخدامها لتأسيس ما وصف بـ"قوة بحرية لعمليات الشرطة"، في إطار مواجهة محاولات كسر الحصار.