الثلاثاء 2 سبتمبر 2025

مقالات

مقسوم نصين!

  • 1-9-2025 | 13:49
طباعة

هل تخيلت يوماً أن يفرض عليك المرض قوانينه الخاصة؟ أن يجبرك على عادات لم تخطر يوماً ببالك، فيحرمك من طعام تحبه، أو شراب تهواه، أو حتى أبسط تفاصيل راحتك؟.

الغريب أنني منذ أكثر من عامين أعيش مع قانون جديد فرضه علي المرض، قانون غريب لا يصدقه عقل، لكنه أصبح جزءاً من يومياتي، المرض قرر أن يضعني في معادلة شاذة نصف جسدي بردان، والنصف الآخر حران!.

أنا مُجبر على تشغيل التكييف طوال الليل لكن بشرط، أن يبقى جانبي الأيمن مكشوفاً تماماً من أي غطاء، بينما يُغطى الجانب الأيسر فقط السبب؟ ذلك الثقب في أمعائي، الذي تُغطيه المستلزمات الطبية التي أرهق في تركيبها أكثر من مرتين كل أسبوع، مجرد تغطيته بالكامل تجعل جسدي يغلي وكأن النار اشتعلت بداخلي.

كل ليلة وأنا على السرير، أعيش هذه القسمة الغريبة نصف جسد يرتجف برداً تحت الغطاء، ونصف آخر يتصبب عرقاً بلا غطاء، لا مجال للاعتراض، فالمعادلة لا تقبل التغيير، وحتى النوم لا يأتيني بسهولة، لأن بجواري دائماً شخص يساعدني في تفريغ الكيس الطبي الذي يلازمني، حتى لا ينفجر وأنا غارق في غفوة عميقة، الأمعاء لا تعرف إن كنت مستيقظاً أم نائماً، إنها تواصل عملها بلا توقف، وأنا مضطر لمواكبتها.

أن تعيش نصف حياتك دافئاً ونصفها الآخر بارداً،  أن تكون جسداً مقسوماً بين نقيضين، تلك ليست قصة طريفة، بل واقع أعيشه كل يوم، واقع يفرض علي أن أكون بردان وحران في اللحظة نفسها.

الاكثر قراءة