الثلاثاء 2 سبتمبر 2025

ثقافة

في ندوة تثقيفية.. دار الكتب والوثائق تحتفل بالمولد النبوي الشريف

  • 2-9-2025 | 14:57

جانب من الندوة

طباعة
  • دعاء برعي

احتفلت دار الكتب والوثائق القومية برئاسة الدكتور أسامة طلعت، بالمولد النبوي الشريف، وذلك في إطار فعاليات وزارة الثقافة المصرية تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وأقام مركز تحقيق التراث بالإدارة المركزية للمراكز العلمية ندوة تثقيفية عنوانها "مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في التراث الإسلامي"، والتي أقيمت اليوم الثلاثاء 2 سبتمبر الجاري بقاعة علي مبارك.

أدارت الندوة الدكتورة إجلال على إبراهيم باحث أول بمركز تحقيق التراث بدار الكتب والوثائق القومية.

وقال الدكتور خالد حسين محمود، أستاذ التاريخ الإسلامي ورئيس قسم التاريخ بكلية الآداب - جامعة عين شمس، خلال تناوله موضوع "المولد النبوي الشريف وإرهاصات البعثة ": "إن إرهاصات البعثة استمرت ٤٠ سنة منذ ميلاد الرسول حتى بعثته وذلك في سبيل إعداده لتحمل الأمانة، وتماهت تلك الإرهاصات مع مهمة البشر في الأرض من حيث عبادة الله وتعمير الأرض فإرسال النبي والأنبياء جميعا جاء بهدف مساعدة البشر في تلك المهمة على اختلاف الشرائع التي جاؤوا بها".

وأضاف أستاذ التاريخ الإسلامي: "بالرغم من اتفاق المؤرخين على يوم وفاة الرسول إلا أنهم اختلفوا على تحديد يوم مولده بدقه". واستعرض بالصور مكان الولادة في مكة الذي بنيت مكانه مكتبة.

وتابع: "كانت إعادة حفر بئر زمزم من بشارات مولد النبي حيث أعاد عبد المطلب حفره بعد رؤيا دلته على مكان البئر والذي كانت قبيلة جرهم قد ردمته قبل خروجها من مكة إثر صراعها مع قبيلة خزاعة. وكانت رؤيا آمنة بشارة أخرى حيث رأت نورا يخرج منها ليضيء أرجاء الأرض. كما كان بزوغ نجم أحمد في السماء ليلة ميلاده من الإرهاصات المهمة وظلت تلك العلامات ملازمة للنبي حتى نزول الوحي وتلقي النبي أول تكليف من جبريل "اقرأ" وبدأت الدعوة سرا من دار ابن الأرقم في مكة قبل الهجرة إلى المدينة لينتشر دين الإسلام في ربوع الأرض بعد أقل من ١٠٠ عام على البعثة وتبزغ الحضارة الإسلامية".

من جهته تناول الدكتور محمد أحمد إبراهيم، أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية الآداب - جامعة بني سويف، موضوع "الفاطميون والمولد النبوي الشريف".

 وذكر إبراهيم أن الاحتفال بشكل رسمي بالمولد النبوي الشريف بدأ برعاية الدولة في العصر الفاطمي وذلك لأكثر من علة أولها اكتساب شعبية في مصر لما عرفوه من طبيعة الشعب المصري المحب للاحتفالات ، وقد احتفل الفاطميون بالأعياد الإسلامية والقبطية على حد سواء. كما أرادوا من خلال الاحتفال بالمولد النبوي التأكيد على نسبهم للنبي صلى الله عليه وسلم.

وأضاف: "تم إنشاء دار الفطرة في عصر الخليفة العزيز بالله والتي كانت تصنع جميع أنواع الحلوى الخاصة بالاحتفالات من حلوى يابسة يتم توزيعها في المشاهد الخاصة لآل البيت والجامع الأزهر. وبلغت الاحتفالات ذروتها في عهد الخليفة الآمر لأحكام الله وهى الفترة التي تحدث عنها المؤرخون بالتفصيل مثل الخشكناني وهو ما يعرف الآن بالبقلاوة. وكان الأمراء وكبار رجال الدولة يتنافسون في إقامة الولائم احتفالا بالمولد وتم تخصيص مبالغ محددة من النجوى التي كان يدفعها الشيعة الإسماعيلية للدولة لأغراض الاحتفال. وكان الخليفة يحرص كل الحرص على المشاركة والخروج على الناس من المنظرة ليشاهد الاحتفال ويشاهده الناس".

وحول طقس تصنيع واقتناء العروسة والحصان فقد اختلفت الآراء، فالبعض يراها امتدادا للاحتفالات بوفاء النيل وعروس النيل والبعض كان يراها محاكاة من السكر للأسمطة وأنواع الطعام وأشكال المحتفلين، أما الرواية الثالثة فتقول أن تحريم الخليفة الحاكم بأمر الله لمظاهر الزواج إلا ما كان مواكبا للمولد النبوي جعلت أهل العروسين يصنعون من السكر حلوى على هيئة عروس وعريس على ظهر حصان حيث أقيمت معظم الأفراح في وقت يتواكب مع المولد. أما الرأى الذي رجحه الدكتور  إبراهيم هو أن العروس ترمز السيدة فاطمة والفارس على الحصان الذي يرمز إلى علي بن أبي طالب وأيضا إلى الخليفة القائم وانتسابه للعروس التي تمثل الزهراء. وكان العامة يحرصون على الاحتفال وطهى صنوف الطعام المختلفة احتفالا بتلك المناسبة وهو ما امتد حتى الآن في البيوت المصرية. وكان صناع الحلوى في مدينة الفسطاط يتفنون في صناعة حلوى المولد تنافسا على حب النبي وآل بيته مع صناع الحلوى في القاهرة.

 

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة