أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته أن لوكسمبورج تعد شريكًا أساسيًا في دعم أوكرانيا وتعزيز أمن الحلف الجماعي، مشيدًا بإسهاماتها المتنوعة في العمليات والقدرات الدفاعية للناتو .
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده اليوم /الثلاثاء/ في لوكسمبورج مع رئيس الوزراء لوك فريدن ووزيرة الدفاع يوريكو باكس، حيث شدد روته على أن لوكسمبورج، باعتبارها عضوًا مؤسسًا في الحلف منذ 76 عامًا، ما زالت تقدم مساهمات محورية في مجالات الابتكار والمراقبة الفضائية والاستثمار في قدرات ومجالات استخدام الاقمار الصناعية، إلى جانب استضافتها وكالة الدعم والتموين التابعة للناتو (NSPA) التي تلعب دورًا حيويًا في عمليات الحلف وتوفير المساعدات لأوكرانيا.
وأشار الأمين العام إلى مشاركة لوكسمبورج في قوات حفظ السلام في كوسوفو (KFOR)، وكذلك في قوات الحلف المتقدمة في رومانيا، بالإضافة إلى استثماراتها في معدات دفاعية كبرى، مثل برنامج الطائرات متعددة المهام للتزويد بالوقود جوًا (MRTT).
كما رحب روته بالتزام لوكسمبورج بزيادة إنفاقها الدفاعي إلى 2% من إجمالي الدخل القومي بنهاية العام الجاري، وبما يتماشى مع اتفاق قمة لاهاي الأخيرة حول تخصيص 5% من الناتج القومي للدفاع، معتبرًا أن هذه الاستثمارات "تعزز قدرات الردع وتضمن عدم تعرض أي شبر من أراضي الناتو لأي عدوان".
وفي ما يتعلق بأوكرانيا، كشف روته أن لوكسمبورج خصصت منذ 2022 أكثر من 250 مليون يورو من المساعدات العسكرية، شملت ناقلات جنود مدرعة وطائرات مسيّرة وأسلحة مضادة للدروع وملايين الطلقات، إضافة إلى مساهمتها في الحزمة الشاملة لدعم كييف وفي قيادة برنامج الناتو الجديد لتنسيق المساعدات عبر مركز فيسبادن بألمانيا.
وأكد الأمين العام أن الحلفاء تمكنوا في أسابيع قليلة من إيصال مساعدات أميركية حيوية بقيمة ملياري دولار لأوكرانيا،ويشمل ذلك ذخائر وأنظمة دفاع جوي متقدمة، داعيًا جميع الحلفاء إلى الانضمام إلى هذه المبادرة ودعم الصناعة الدفاعية الأوكرانية.
كما أشاد بجهود الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب، مؤكدًا أن قيادته أسهمت في كسر الجمود مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفتحت الطريق أمام بحث ضمانات أمنية مستقبلية لأوكرانيا.
وختم روته بالقول إن "السلام المستدام يتطلب أوكرانيا قوية بجيشها، مدعومة بضمانات أمنية من شركائها، بما يضمن عدم تعرضها لأي تهديد روسي مستقبلي".
وردا على أسئلة الصحفيين حول مسار عملية السلام بين روسيا وأوكرانيا، قال الأمين العام للناتو "إن عملية سلام ما زالت في مراحلها الأولى، لكن التقدم ملحوظ بفضل التزام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شخصيًا بإنهاء الحرب، مؤكدًا أن مشاركة الولايات المتحدة ، بما تمثله من قوة الحلف واقتصاد العالم، عنصر حاسم لإقناع موسكو بالتفاوض. "
وأوضح روته الناتو يعمل على مسارين وهما: إطلاق حوار جاد بين الأطراف، والتوصل إلى ترتيبات لوقف إطلاق النار أو اتفاق سلام دائم يضمن ردع روسيا.
وأضاف أن تجارب بودابست 1994 واتفاقات مينسك 2014 أثبتت قصورها، لذا يبحث الحلف عن ضمانات أمنية حقيقية تمنع تكرار العدوان الروسي.
كما تطرق إلى الامين العام للناتو الى أنشطة التشويش الروسي على الملاحة الجوية في أوروبا الشرقية، مشيرًا إلى أن الناتو يعزز استجابته في مجالات الحرب السيبرانية والهجمات الهجينة، خاصة بعد حادث قطع الكابل البحري بين إستونيا وفنلندا.
واختتم بالتأكيد أن التزام الولايات المتحدة بأمن الحلف ثابت، وأن قرار قمة لاهاي برفع الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي، منها 3.5% للدفاع المباشر، يمثل خطوة محورية لتقاسم الأعباء وتعزيز الردع.