قال أحمد سلام، الخبير بالشؤون الصينية، إن العرض العسكري الذي ستشهده بكين غدًا في ميدان "تيان آن من" ليس مجرد احتفال رمزي، بل هو رسالة استراتيجية تعكس جاهزية الجيش الصيني وتطوره التكنولوجي والعقائدي، بما يجعله قادرًا على حماية مصالح الصين وصون استقرارها في عالم يموج بالتحديات.
وأوضح سلام، في تصريح لـ"دار الهلال"، أن أن العرض يمثل في ذات الوقت بعدًا سياسيًا ودبلوماسيًا بالغ الأهمية، إذ يؤكد أن الصين، وهي قوة صاعدة، تمتلك الإرادة والادارة والإمكانات لتكون شريكًا أساسيًا في صياغة نظام عالمي أكثر عدلًا وتوازنًا.
وشدد على أنه يضاعف من أهمية العرض العسكري أن أكثر من 20 شخصية من زعماء ورؤساء الدول سيحضرون، في دلالة على الاحترام الدولي المتزايد لمكانة الصين، وعلى التقدير لدورها كقوة عظمى صاعدة وصديق موثوق لشعوب العالم.
ورأى أن توقيت العرض بمناسبة الذكرى الـ80 للحرب العالمية الثانية التي انتصرت فيها الصين، وبالتزامن مع الاحتفال بالأمم المتحدة، يمنحه رمزية مضاعفة، إذ يؤكد على دور الصين التاريخي والراهن في الدفاع عن السلم العالمي.
وفي شأن رسائل العرض دوليًا، أوضح خبير الشؤون الصينية، أنه لا شك أن هذا الاستعراض يحمل في طياته رسالة موجهة إلى الولايات المتحدة، التي لطالما تصدرت المشهد كقطب أوحد، بأن التوازن الدولي الجديد يتشكل، وأن الصين باتت رقمًا أساسيًا لا يمكن تجاوزه في معادلة الأمن والتنمية الدوليين.
وبيّن أن هذا هذا المشهد يأتي منسجمًا مع مخرجات قمة منظمة شنغهاي للتعاون الأخيرة، ومع مبادرة الحوكمة العالمية التي طرحتها بكين، واللتين تؤكدان على بناء نظام دولي أكثر عدلًا وتعاونًا، يقوم على الشراكة لا الهيمنة، وعلى السلم لا الصراع.
وقال إن هذه الرؤية تتلاقى مع الموقف المصري، والتي يمثلها بالحضور نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء، موضحًا أن مصر تدعو دائمًا إلى تعددية الأقطاب، وإلى نظام عالمي أكثر توازنًا يضمن الأمن والتنمية لشعوب العالم أجمع، خاصة في ظل ما يشهد العالم من حروب وما تعاني منه في منطقة الشرق الأوسط.
واختتم إن العرض سيحمل العديد من المفاجاءات التكنولوجية واستعراض الامكانيات العسكرية الصينية.