أكد خبير الشؤون الصينية الدكتور ضياء حلمي، عضو لجنة الشؤون الآسيوية بالمجلس المصري للشؤون الخارجية، أن العرض العسكري الذي ستنظمه الصين غدًا يحمل رسائل مهمة على المستويين الداخلي والخارجي.
وأوضح حلمي، في تصريح لـ"دار الهلال"، أن الرسالة الداخلية تتمثل في تعزيز مشاعر العزة والفخر لدى الشعب الصيني، بما يشجعه على الاعتزاز ببلده وأمته، أما الرسائل الدولية، التي وصفها بأنها "الأهم"، فهي تتجلى في احتفال الصين بانتصار المقاومة الشعبية الصينية، وهو انتصار كبير يستحق الاحتفاء.
وأضاف حلمي أن الصين، رغم كونها ثالث أقوى قوة عسكرية في العالم، فإنها لا تسعى إلى تهديد أحد، بل تعتمد قوتها كأداة ردع وحماية، حيث إن من يتأمل في الشخصية الصينية يجد أنها لا تزال تستند إلى مبادئ "كونفشيوس" حتى اليوم.
وتابع أن العرض العسكري المرتقب سيكشف عن قوة عسكرية متطورة وتقنيات تكنولوجية مذهلة، مؤكدًا أن الهدف منه ليس التهديد، بل تأكيد حماية السيادة الوطنية.
وفي ما يتعلق بالرسائل الموجهة إلى الخارج، وبالأخص الولايات المتحدة، أوضح حلمي أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد صرّح في عام 2018 بأن الصين - not روسيا- هي العدو الاستراتيجي الأول لبلاده، وهو ما يعكس التوجه الأمريكي العام وليس موقف ترامب وحده.
وأضاف أن ترامب جدد هذا الموقف مع بداية ولايته الثانية في يناير 2025، ما يجعل الولايات المتحدة هي من بادرت بالعداء تجاه الصين، التي ترد بدورها عبر مثل هذه العروض.
وأشار حلمي إلى أن العرض العسكري يمثل أيضًا رسالة ردع إلى اليابان وأوروبا، لكنه بالدرجة الأولى موجّه إلى الولايات المتحدة، ليؤكد أن بكين تحمي مقدراتها ومصالحها، خصوصًا في بحر الصين الجنوبي.