قالت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية نجوزي أوكونجو-إيويالا، اليوم الثلاثاء، إن حصة التجارة العالمية المنفذة وفق شروط المنظمة تراجعت إلى 72%، ومن المرجح أن تنخفض أكثر، في ظل أكبر اضطراب يشهده النظام التجاري الدولي منذ 8 عقود.
وأظهرت بيانات المنظمة أن نسبة التجارة العالمية التي تتم وفق مبدأ "الدولة الأكثر تفضيلا"، الذي يفرض على الدول الأعضاء معاملة بعضها البعض على قدم المساواة، هبطت من نحو 80% إلى 72%، وذلك منذ أن بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا العام في فرض رسوم جمركية أعلى على معظم شركاء الولايات المتحدة التجاريين.
وقالت أوكونجو-إيويالا في تصريحات بمناسبة بداية ولايتها الثانية على رأس المنظمة: "نحن نشهد أكبر اضطراب لقواعد التجارة العالمية، لم يحدث مثله خلال الثمانين عامًا الماضية"، مضيفة: "ليس جديدًا أن يشكك البعض في النظام التجاري العالمي وفي درجة اليقين المرتبطة به".
ومع ذلك، شددت المديرة العامة على أن استمرار غالبية التجارة وفق مبدأ الدولة الأكثر تفضيلا يعد أمرا إيجابيا: "طالما أن الأغلبية لا تزال تتم وفق هذا المبدأ، ينبغي أن نحتفل بذلك.. نحن ما زلنا بعيدين عن مستوى 50%".
وحذرت أوكونجو-إيويالا من أن التجارة العالمية قد تبدأ في الشعور بآثار الرسوم الجمركية "في وقت لاحق"، مع حلول عام 2026، حيث إن الارتفاع الأخير في حجم التجارة العالمية كان مدفوعا بتسريع شحن السلع خلال النصف الأول من العام، وهو ما سيبدأ في التراجع تدريجيا.
وساهم هذا التسارع في دفع منظمة التجارة العالمية إلى رفع توقعاتها لنمو التجارة العالمية في أغسطس من 0.2% إلى 0.9%، مشيرة إلى أنه "من المحتمل أن نرى لاحقا تأثيرات أخرى عندما تُستنفد السلع المخزنة في المستودعات، وتبدأ التداعيات الفعلية في الظهور.. لكننا سنرى ذلك العام المقبل، لا زلنا نتوقع بعض النمو".