الأربعاء 3 سبتمبر 2025

عرب وعالم

العربية للطاقة: أزمة الطاقة أحدثت تغيرا جذريا في أولويات الاتحاد الأوروبي

  • 2-9-2025 | 19:42

الأمين العام للمنظمة العربية للطاقة (أوابك سابقا)، جمال اللوغاني

طباعة
  • دار الهلال

 قال الأمين العام للمنظمة العربية للطاقة (أوابك سابقا)، جمال اللوغاني، إن أزمة الطاقة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية أحدثت "تغييرا جذريا" في الأولويات الاستراتيجية لسياسة الاتحاد الأوروبي، إذ كانت لها انعكاسات عديدة تجاوزت الحدود الجغرافية للدول الأوروبية ودفعت بالغاز العربي إلى واجهة الأحداث لما تزخر به دول المنطقة العربية من احتياطات وإنتاج وإمكانيات تصدير هائلة.

جاءت تصريحات اللوغاني بمناسبة إصدار الأمانة العامة للمنظمة العربية للطاقة،اليوم، دراسة جديدة بعنوان "الخيارات الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي في التوجه نحو الغاز الطبيعي المسال وانعكاساتها على الدول الأعضاء المصدرة للغاز".

وأشار إلى أن تلك الانعكاسات تجلت في عدة جوانب أولها: تحول أوروبا إلى "مركز طلب" للغاز المسال، وثانيها: تغيير في مسار تدفقات الغاز في القارة الأوروبية (من الغرب إلى الشرق بدلا من الاتجاه المعتاد)، وثالثها: تغييرات في الاستيراد العالمي للغاز الطبيعي المسال بين الحوضين (تفوق حوض الأطلسي على حوض المحيط الهادئ)، ورابعها: المصادقة على اللوائح والتوجيهات الأوروبية الجديدة خلال عام 2024 لاسيما اللائحة الجديدة للميثان.

وأكد أن هذا الأمر سيشكل تحديا كبيرا للدول المصدرة علاوة على استحواذ ثلاث دول هي قطر والولايات المتحدة وأستراليا على حصة 60% من صادرات الغاز المسال العالمية خلال الأزمة وبروز الولايات المتحدة كلاعب رئيسي في سوق الغاز المسال إذ تمكنت من تغيير أوضاع السوق بانفرادها بالسوق العالمية بل وحتى السوق الأوروبية.

وأشار اللوغاني إلى أن الدول المصدرة للغاز في المنظمة العربية للطاقة ساهمت في تلبية احتياجات أوروبا من الغاز المسال؛ مما يجعلها شريكا استراتيجيا مهما بفضل ما تزخر به من إمكانيات، مشددا على أهمية تزايد الدول الأعضاء في مزيج الطاقة الأوروبي كجزء من سعي الاتحاد الأوروبي إلى تقليل الاعتماد على روسيا وتنويع مصادر الإمدادات إذ أدت الدول الأعضاء وخصوصا الجزائر وقطر دورا أساسيا في أمن الطاقة الأوروبي وساهمت بقرابة ربع احتياجات أوروبا من الغاز خلال الفترة 2022 - 2024.

وبين أن المصدرين التقليديين (أي قطر والجزائر) يواجهان منافسة شديدة من القادمين الجدد وعلى وجه التحديد الولايات المتحدة منذ تصدير أول شحنة لها في عام 2016؛ إذ تقلصت الحصص السوقية لكل من قطر والجزائر من 36% قبل الأزمة إلى 22% بعد اندلاع الأزمة.

وأوضح أن حصة الغاز الأمريكي في السوق الأوروبية شهدت ارتفاعا قياسيا من 28% قبل الأزمة إلى 46% بعد اندلاعها لتظل الولايات المتحدة تمثل المورد الرئيسي للغاز الطبيعي المسال لأوروبا.

وأكد أن الغاز المسال الروسي يبقى منافسا قويا للدول الأعضاء بحيث لا يزال اعتماد أوروبا على الغاز الروسي كبيرا على الرغم من جهودها لتقليص إمداداتها عبر خطوط الأنابيب الروسية إذ شكلت حصة الغاز الطبيعي المسال الروسي 17% من الواردات في عام 2024 مقارنة بـ12% عام 2023.

وقال اللوغاني إن الأزمة الروسية - الأوكرانية جاءت وأوروبا في خضم عملية الانتقال السريع نحو الطاقات المتجددة وبسببها سرعان ما تحولت الأولويات ووجدت الدول الأوروبية نفسها بين خيارات أمن الطاقة (على المدى القصير) وأهداف إزالة الكربون (المدى الطويل).

ولفت إلى أن أهمية الغاز الطبيعي المسال في أوروبا وخيارات تنويع طرق ومصادر الغاز الطبيعي المسال خلقت نوعا من المنافسة بين مصدري الغاز المسال.

ودعا الدول المنتجة والمصدرة للغاز إلى ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق بينها من خلال تبني الطرح المؤيد بأن الغاز الطبيعي ليس مجرد "طاقة جسر" يستخدم "كوقود انتقالي" ريثما تحل مصادر الطاقات المتجددة والجديدة ثم الاستغناء عنه باعتباره طاقة "أحفورية" بل يجب أن ينظر إليه على أنه "طاقة وجهة" مرافقة لتحولات الطاقة لعقود قادمة.

وأشار إلى أن الغاز سيكون جزءا من الحل نحو تلك التحولات؛ نظرا لأن العالم بحاجة لجميع أنواع الطاقة بفضل الطلب المتزايد عليها مستقبلا نتيجة للنمو السكاني وارتفاع نسبة التحضر فضلا عن النمو الاقتصادي.

جدير بالذكر أن الدراسة الجديدة التي أصدرتها الأمانة العامة للمنظمة العربية للطاقة (أوابك سابقا)، اليوم، تحت عنوان "الخيارات الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي في التوجه نحو الغاز الطبيعي المسال وانعكاساتها على الدول الأعضاء المصدرة للغاز"؛ تسعى إلى تزويد صانعي القرار في الدول الأعضاء بسياسات الطاقة المستقبلية للعمل وفق اتجاهات ورؤى بعيدة المدى بهدف المحافظة على مكانتها في أسواق الغاز الطبيعي المسال إقليميا وعالميا.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة