الأربعاء 3 سبتمبر 2025

تحقيقات

علي طفل الإسماعيلية.. عبقري الرياضيات الذي لا يجيد القراءة

  • 2-9-2025 | 20:44

علي طفل الإسماعيلية

طباعة
  • محمود غانم

على رصيف بسيط بمحطة وقود في مدينة الإسماعيلية، يقف الطفل علي صالح، ذو الـ13 عامًا، يمسح زجاج السيارات تارة، ويبيع الذرة تارة أخرى، بحثًا عن قوت يومه، لكن خلف هذه الملامح البسيطة، يختبئ عقل استثنائي قادر على حل أعقد المسائل الحسابية في ثوانٍ معدودة.

وانتشرت مقاطع فيديو لعلي على منصات التواصل الاجتماعي، وهو يتحدى المارة في عمليات حسابية ضخمة تتجاوز المئات والآلاف، ليبهر الجميع بإجاباته السريعة والدقيقة، حتى لقبه البعض بـ"الآلة الحاسبة البشرية". 

فما إن يُطرح عليه السؤال، حتى يرد بالإجابة الصحيحة دون تردد، وكأنه يمتلك عقلًا إلكترونيًا.

ورغم هذا الذكاء الفذ، تحمل قصة علي مفارقة مؤلمة؛ إذ إنه لا يجيد القراءة، تقول والدته من داخل منزلهم المتهالك: "علي ذكي جدًا في الحساب، لكنه لا يعرف القراءة. أتمنى أن يتبناه أحد ويعلمه، حتى لا يضيع هذا الذكاء هباءً".

تنتمي أسرة علي إلى طبقة شديدة الفقر، فالأم تعيل خمسة أطفال بمفردها بعد أن أقعد حادث مؤلم والده عن العمل منذ أكثر من عام. 

وبينما تعمل الأم في أعمال متفرقة لتوفير لقمة العيش، يضطر علي لمساعدة أسرته عبر العمل في الشارع.

إعجاب رواد مواقع التواصل الاجتماعي بموهبة الطفل لم يتوقف عند حدود الانبهار، بل تحول إلى دعوات صريحة للجهات المسؤولة بضرورة التدخل لإنقاذ مستقبله، وتوفير بيئة تعليمية ورعاية تليق بقدراته الفريدة.

رأى الرواد أن علي نموذج حي على أن الذكاء موهبة لا تحدها الظروف ولا المكان، لكنها تحتاج إلى بيئة مناسبة لتنمو وتثمر. 

وبينما يطالب الناس بإنقاذه من براثن الفقر والحرمان، يبقى الأمل معلقًا في أن يجد هذا العبقري الصغير من يأخذ بيده قبل أن تبتلع موهبته قسوة الحياة.

اللافت، أن علي لم ينتظر أحدًا ليكتشفه، بل كان هو المبادر بالقول: "اسألوني"، وكأنها صرخة يوجهها إلى العالم، يطلب فيها فرصة للنجاة بموهبته والخروج من الظل، قبل أن يضيع نبوغه في زحام الحياة القاسية.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة