الفن ليس دائمًا مصدرًا للمتعة فقط، بل قد يتحول أحيانا إلى عبء نفسي يثقل كاهل الممثلين، خاصة مع الأدوار المركبة التي تتطلب الغوص في عوالم مظلمة ومعقدة، عدد من النجوم كشفوا خلال الفترة الماضية عن معاناتهم النفسية بسبب شخصيات جسدوها، كان آخرهم كريم فهمي، لتطرح هذه الاعترافات سؤال مهم: ما حدود تأثير الفن على حياة الفنان؟
كشف الفنان كريم فهمي مؤخرًا عن معاناته النفسية بعد تجسيده شخصية رجل مصاب بورم خبيث في المخ بمسلسل 220 يوم، حيث أكد أن الدور تسبب له في كوابيس وظل يطارده حتى بعد انتهاء التصوير، رغم النجاح الكبير الذي حققه العمل وتصدره التريند طوال فترة عرضه.
ولم يكن كريم فهمي الأول الذي يواجه هذه الأزمة، إذ سبقته الفنانة منة شلبي التي وصفت تأثير أدوارها المركبة بأنه يصل أحيانًا إلى حد الاكتئاب والعزلة، مؤكدة أنها تلجأ لطبيب نفسي بعد انتهاء كل عمل لتجاوز تبعات التقمص العميق للشخصيات.
أما الفنانة منى زكي فأوضحت أن علاقتها بالطب النفسي بدأت منذ فيلم احكي يا شهرزاد عام 2009، حيث ترك الدور أثرًا نفسيًا دفعها لطلب المساعدة، لتستمر زياراتها المنتظمة للطبيب مع كل عمل صعب تقدمه.
كذلك لم تُخفِ الفنانة غادة عبدالرازق معاناتها الطويلة مع الاضطرابات النفسية، مشيرة إلى أنها تحت إشراف طبيب نفسي منذ أكثر من 20 عاما، وأنها تعتمد على أدوية الاكتئاب لمواجهة الضغوط.
ومن أبرز الأمثلة أيضا الفنان خالد الصاوي، الذي تحدث عن معاناته بسبب شخصية "نائل" في فيلم الفيل الأزرق، مؤكدًا أن الدور انعكس سلبًا على حياته الشخصية وأرهقه نفسيا، حتى أنه وصف التجربة بأنها "عكننت عليه وعلى زوجته".
هذه التجارب تكشف الوجه الآخر لمهنة التمثيل، حيث لا تتوقف معاناة الممثل عند حدود الكاميرا، بل تمتد أحيانا لتلامس حياته الخاصة وتترك ندوب نفسية قد لا تشفى بسهولة.