تحل علينا اليوم الأربعاء الذكرى الـ 13 لرحيل محمود الجوهري، أعظم مدرب في تاريخ مصر وأحد أبرز الأسماء في تاريخ كرة القدم المصرية، والذي ترك بصمة خالدة سواء داخل المستطيل الأخضر كلاعب، أو على مقاعد التدريب مع الأندية والمنتخبات.
ولد الجوهري في 20 فبراير 1938، وبدأ مشواره الكروي لاعبًا بالنادي الأهلي موسم 1955/1956 وحتى 1965/1966، وخاض أكثر من 80 مباراة بقميص الفريق، سجل خلالها 37 هدفًا بينها 31 هدفًا في الدوري و6 في كأس مصر، وأسهم في تتويج الأهلي بالدوري 6 مرات وكأس مصر 4 مرات وبطولة الجمهورية المتحدة عام 1961 ودوري منطقة القاهرة 1958.
كما شارك مع المنتخب المصري وتوج بكأس الأمم الإفريقية عامي 1957 و1959، وحصل على لقب هداف بطولة 1959، وشارك في حصد المركز الرابع بأولمبياد طوكيو 1964.
أجبرته إصابة بالرباط الصليبي على الاعتزال مبكرًا، لكنه اتجه إلى التدريب، فعمل في فرق الناشئين بالأهلي، ثم مساعدًا لـ عبده صالح الوحش، قبل أن يقود الفريق الأول في بداية الثمانينيات ويحقق أول بطولة إفريقية في تاريخ الأهلي عام 1982 بالفوز بدوري أبطال إفريقيا على حساب كوتوكو الغاني، كما أحرز لقبي كأس مصر 1983 و1984، وكأس أبطال الكؤوس عام 1985.
قاد الأهلي في 106 مباريات خلال ثلاثة مواسم، حقق خلالها الفوز في 69 مباراة وتعادل في 12 وخسر مثلها، ثم تولى تدريب المنتخب الوطني في أربع ولايات، كانت أبرزها عام 1988 عندما قاد الفراعنة إلى نهائيات كأس العالم 1990 بإيطاليا بعد غياب 56 عامًا، محققًا نتائج لافتة بالتعادل مع هولندا وبولندا، قبل الخسارة بصعوبة أمام إنجلترا.
كما فاز الجوهري بكأس العرب 1992 على حساب السعودية، وبكأس الأمم الإفريقية عام 1998 في بوركينا فاسو، ليصبح أول من يحقق البطولة كلاعب ومدرب، وقاد المنتخب أيضًا للفوز بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب العربية 1992 بسوريا.
وعلى مستوى الأندية، تولى تدريب الزمالك موسم 1993/1994، ونجح في قيادته للفوز ببطولة دوري أبطال إفريقيا للمرة الثالثة في تاريخه والاحتفاظ بالكأس مدى الحياة، كما أحرز بطولة السوبر الإفريقي الأولى للأندية المصرية في 1994 بالفوز على الأهلي في جوهانسبرج.
وامتدت مسيرة الجوهري إلى المنتخبات العربية، حيث قاد منتخب عمان في كأس الخليج 1996، ودرب الهلال واتحاد جدة في السعودية، والشارقة والوحدة في الإمارات، وفي 2002 تولى تدريب المنتخب الأردني، وحقق معه إنجازات تاريخية بالتأهل لأول مرة إلى كأس الأمم الآسيوية 2004 والوصول إلى ربع النهائي، إضافة إلى الحصول على المركز الثالث في كأس العرب بالكويت والوصافة في بطولة غرب آسيا، ما دفع العاهل الأردني لمنحه وسام العطاء المتميز.
عرف بـ"الجنرال" بفضل خلفيته العسكرية إذ كان ضابطًا بسلاح الإشارة وشارك في حرب أكتوبر 1973، وخرج من الخدمة برتبة عميد، تميز بالصرامة والانضباط والتخطيط الدقيق، وهو ما انعكس على شخصيته كمدرب.
أصيب بجلطة دماغية أثناء وجوده في عمان في 30 أغسطس 2012، ونُقل إلى المستشفى، حيث أعلن الأطباء وفاته في 3 سبتمبر 2012 عن عمر يناهز 74 عامًا.
وظل اسم "الجوهري" يهتف به المصريون في الشوارع والميادين، احتفالًا بإنجازاته، التي صنعت منه أيقونة كروية لا تنسى في ذاكرة الرياضة المصرية والعربية.