الإثنين 29 ابريل 2024

حزب الليكود يصوت لضم الضفة الغربية لسلطة إسرائيل.. سياسيون: استمرار لسياسة التوسع والاستفادة من الدعم الأمريكي.. ويجب تكثيف التحرك الدبلوماسي للحفاظ على الأراضي الفلسطينية

تحقيقات1-1-2018 | 14:37

باحث: إسرائيل تتبع سياسة فرض الأمر الواقع استنادا للدعم الأمريكي

عضو "الوطني الفلسطيني": تسير في مخططها للتوسع بعد القرار الأمريكي

الحرازين: إسرائيل تتجاوز كل الخطوط الحمراء بضم الضفة لسلطتها

 

بعد أقل من شهر من قرار الولايات المتحدة الأمريكية اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، صوت الحزب الحاكم في إسرائيل على ضم الضفة الغربية لسلطة الاحتلال، في خطوة وصفها سياسيون بأنها انتهاك جديد للقوانين والشرعية الدولية واستمرار للسياسة الإسرائيلية في فرض الأمر الواقع واستغلال للدعم الأمريكي، مؤكدين أن الفترة المقبلة تحتاج لمزيد من التحرك العربي والإسلامي على المستوى الدولي لوقف هذا المخطط.

كان حزب الليكود الإسرائيلي قد صوت مساء أمس بالأغلبية الساحقة لمشروع قانون ضم المستوطنات في الضفة الغربية إلى إسرائيل، ونص القرار على دعوة اللجنة المركزية لليكود قيادات الليكود المنتخبة للعمل من أجل السماح بالبناء الحر، وتطبيق قوانين إسرائيل وسيادتها على مجمل المجال الاستيطاني في الضفة.

 

تجاوز الخطوط الحمراء

قال الدكتور جهاد الحرازين، القيادي بحركة فتح، إن تصويت حزب الليكود الحاكم في إسرائيل على ضم مستوطنات الضفة الغربية إلى إسرائيل هو اعتداء على كافة قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي ببسط قوانينها على الضفة والقدس، مضيفا أن هناك اعتراف من قبل 138 دولة في الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية القائمة على حدود يونيو 1967.

وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن إسرائيل تتجاوز كل الخطوط الحمراء وتنسف الاتفاقيات الموقعة مع السلطة الفلسطينية وإرادة المجتمع الدولي وتضرب بكل القرارات السابقة الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن عرض الحائط، موضحا أن هذا التصويت يعكس عنصرية الاحتلال واستمراره في الإجرام بحق الشعب والأراضي الفلسطينية.

وأوضح الحرازين أن هذه المتغيرات بعدد قرار الرئيس الأمريكي باعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال وسعي إسرائيل لضم الضفة إلى سلطتها يجب أن يتم اتخاذ موقف لوقفه بترجمة كل قرارات الجمعية العامة وخاصة الصادرة عام 2012 وفي الجلسة الأخيرة الرافضة للقرار الأمريكي.

وطالب باتخاذ خطوات تخرج عن إطار الإدانة بالتحرك الفعلي على أرض الواقع لمعاقبة الاحتلال على اعتدائه بحق الشعب الفلسطيني والقانون الدولي، مضيفا أن هناك مشاورات تجريها القيادة الفلسطينية مع الأشقاء العرب بالدفع في هذا الاتجاه وسيكون الأمر مطروحا في الاجتماع الوزاري المصغر لوزراء الخارجية العرب المقبل في عمّان.

وأكد القيادي بحركة فتح أن الاجتماع سيبحث اتخذا إجراءات ووضع إستراتيجية لمواجهة التغول الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، مضيفا أن القيادة الفلسطينية أيضا تتواصل مع قادة دول الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين لأنه أصبح مطلوبا وضع المصالح السياسية والاقتصادية لإسرائيل على الطاولة حتى يتم اتخاذ قرار ملزم.

وأشار الحرازين إلى أن الخطوات المقبلة ستتضمن توجه عربي وإسلامي لمجلس الأمن فضلا عن وضع اللجنة الوزارية المصغرة لوزراء الخارجية العرب إستراتيجية للتواصل مع المجتمع الدولي والدول الداعمة للقضية الفلسطينية لتفعيل القانون الدولي، مضيفا أنه على مستوى القيادة الفلسطينية فإن المجلس المركزي الفلسطيني في اجتماعه المقبل في رام الله في 14 يناير سيطرح هذه القضية ويضع استراتيجية فلسطينية موحدة لاتخاذ إجراءات ضد الاحتلال.

أما على المستوى العربي، أوضح أن المشاورات جارية بين المجموعة العربية والإسلامية وكتلة دول عدم الانحياز وأمريكا اللاتينية للذهاب على الأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطين على حدود 4 يونيو تضم الضفة الغربية وغزة وعاصمتها القدس وكذلك حصولها على عضوية كاملة في الأمم المتحدة بدلا من كونها عضو مراقب.

 

مخطط إسرائيل للتوسع

وقال غازي فخري، عضو المجلس الوطني الفلسطيني، إن إسرائيل ومنذ صدور قرار التقسيم رقم 181 لسنة 1948من قبل مجلس الأمن والذي خصص لهم 56.5% من مساحة فلسطين يضعون نصب أعينهم التوسع في كل الأراضي الفلسطينية العربية، مضيفا أنهم كان لهم مساحة 7% فقط من الأراضي عام 1948.

وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن إسرائيل تسير في مخططها لضم كل دولة فلسطين والتوسع بعد القرار الأمريكي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، موضحا أن الضفة الغربية بعد تصويت حزب الليكود الإسرائيلي بالسماح بالبناء الحر وبسط القوانين في الضفة يكملون خططهم التوسعية.

وأوضح فخري أن الفلسطينيين متمسكين بدولتهم وأرضهم ومستمرين في المقاومة لأنه وبعد القرار الأمريكي فإن عملية السلام قد توقفت ونسفت تماما بسبب الانتهاكات الإسرائيلية والأمريكية، موضحا أن القرار الإسرائيلي من الحزب يعبر عن سياسة الحكومة لكنه ليس قانونا لأنه لم يصدر عن الكنيست.

وأشار إلى أن اتفاقية أوسلو قسمت الأراضي في الضفة الغربية إلى ثلاث مناطق ا، ب، ج، تتواجد السلطة الفلسطينية في منطقة أ والجانب الإسرائيلي يضم ج، أما الآن فإن مختلف المناطق يحاولون ضمها فأصبحت نحو 60% من مساحة الضفة تشمل المستوطنات وجدار الفصل العنصري تحت سيطرتهم.

 

سياسة فرض الأمر الواقع

فيما قال الدكتور ياسر طنطاوي، الباحث في الشئون الإسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، إن إسرائيل تستغل القرار الأمريكي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها بدلا من تل أبيب لتحقيق أقصى استفادة وفق سياسة القوة وفرض الأمر الواقع، واستنادا إلى الدعم الأمريكي والضرب بالقوانين والشرعية الدولية عرض الحائط.

وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن المرحلة المقبلة في القضية الفلسطينية حرجة وتشهد صراعات وسياسيات فرض الأمر الواقع على الأراضي الفلسطينية وتغيير الهوية العربية لها ومحاولة بسط النفوذ على أكبر قدر من الأراضي، موضحا أنه يجب التحرك على عدة مستويات أولها استكمال التحرك الدبلوماسي العربي أمام مجلس الأمن والجمعية العامة وحكمة العدل الدولية.

وأوضح طنطاوي أنه يجب الوحدة العربية والإسلامية لمواجهة المخطط الأمريكي الإسرائيلي والاستعانة بالدول الكبرى مثل روسيا والصين ودعمهم للقضية العربية واستمرار الانتفاضة الفلسطينية واستغلال التعاطف الدولي لضمان حقوق الشعب الفلسطيني والحفاظ على القدس والضفة الغربية.

    Dr.Randa
    Dr.Radwa